البنزين المغشوش سبب مشاكل السيارات ....من المسؤول؟

بقلم : الدكتور قاسم العمرو

الدراسات الصادرة عن أعرق الشركات العالمية أثبتت أن استخدام الحديد في تحسين نوعية البنزين غير صحيح بل على العكس يسبب العديد من المشاكل لمحرك السيارات، وإن شمعات الاحتراق في محرك السيارة تفقد 90% من صلاحيتها في حال استخدام بنزين مضاف له الحديد، المؤتمر الاخير الذي نظمته مصفاة البترول والتصريحات الصادرة عن مؤسسة المواصفات والمقاييس برأت ساحة مصفاة البترول الاردنية من استخدام الحديد باعتباره سبب المشاكل للسيارات، وألقت باللائمة على شركتين اخريين في السوق، باعتبارههما من استورد البنزين من الخارج المطابق للمواصفات الاردنية من حيث الشكل والمخالف للمواصفات العالمية من حيث المضمون، إذ تمنع جميع الدول استخدام مادة الحديد في البنزين بعد اثبات عدم كفاءته ورخص ثمنه مقارنه بالمنغنيز الذي يستخدم في كل دول العالم وبنسب متفاوته، من يتحمل وزر استخدام الحديد في البنزين وتسببه في إحداث ضرر في محركات السيارات وشعلات الاحتراق وزيادة استهلاك البنزين هم مؤسسة المواصفات الاردنية وشركتان يملكان رخصتي استيراد المشتقات النفطية اللتان بالتأكيد يعلمان مدى الاضرار الناتجة عن استيراد بنزين يستخدم الحديد بدلاً من المنغنيز، والسبب واضح هو تحقيق الربح كما فهمنا من المختصين في هذا الجانب. مؤسسة المواصفات للاسف لم تضع مواصفات للبنزين المستورد إذ لم ترد في المواصفة الاردنية كلمة "عدم استخدام الحديد" وتركت الحبل على الغارب واكتفت فقط في الترجمة او النقل عن دول وضعت مواصفات خاصة بها، وهذا يفسر سبب ضعف الرقابة على المستوردات، لان مسالة مواصفات أردنية تراعي جودة المنتج بقيت في دائرة عدم الاهتمام، كلنا نسمع هناك سيارات بمواصفات خليجية على سبيل المثال، ولكن لم نسمع عن سيارات بمواصفات اردنية وهذا بالحقيقة ينسحب على كثير من السلع. إن تطبيق المواصفات للحفاظ على جودة المنتج مسألة في غاية الاهمية حتى يثق المواطن بالانتاج الاردني ويعزز الثقة في نفسه بانه لن يكون ضحية ومستهدف وكل ما يستخدمه مغشوش،. بطبيعة الحال يتفاخرالاردنيون بمستوى التعليم والخبرة والتجربة لكن ينطبق علينا المثل القائل "باب النجار مشلخ". وضع مواصفة اردنية لكل المنتجات سواءً محلية أو مستوردة هي أمانة ومسؤولية واجبة والانتقاص منها يعني ان هناك غش وخداع تمارسه المؤسسة على المواطن. ما يرده المواطن منتج ننافس فيه الاخرين كما نريد بضاعة نظيفة تصل الى المستهلك دون لف ولا دوران، يكفي استهتار بالمواطن يكفي استهتار بمقدرات الوطن....حمى الله الوطن من المنافقين والتجار والغشاشين