3885 لاجئا سوريا يعودون لبلدهم منذ فتح “نصيب”

وثقت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة 3885 لاجئا سوريا مسجلين لديها، من الاردن الى ديارهم منذ اعادة فتح معبر حدود جابر – نصيب بين الأردن وسورية، وذلك بحسب ممثلها المقيم في الأردن ستيفانو سيفيري.
وكان اعيد افتتاح المعبر منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد أن كان أغلق العام 2015 بسبب المعارك بين الجيش السوري وفصائل المعارضة السورية.
وقال سيفيري، في حديث له إن أخر الأرقام الصادرة عن الحكومة الأردنية "اظهرت عودة 4300 لاجئ سوري الى ديارهم عبر حدود جابر، حتى الاول من شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي، "وبالعودة الى سجلات المفوضية تم توثيق عودة 3885 لاجئا مسجلا”.
واضاف، ان "اكثر من 50 % من هؤلاء اللاجئين العائدين هم من منطقة درعا، تلاها دمشق وريفها”.
يشار الى ان المفوضية السامية كانت توقعت اول من امس عودة نحو 250 ألف لاجئ سوري إلى وطنهم خلال عام 2019.
وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمفوضية امين عوض في تصريح ان "هذا الرقم قابل للزيادة أو النقصان وفقا للوتيرة التى نعمل بها ونزيل العقبات التى تعرقل عودتهم”.
وكشفت بيانات المفوضية أن نحو 37 ألف سوري عادوا إلى بلادهم من مختلف دول اللجوء العام الحالي.
سفيري اوضح، ردا على سؤال حول الاختلاف بين أرقام الحكومة الاردنية والمفوضية لأعداد العائدين من اللاجئين، بالقول، "إن التفاوت بالأرقام بسيط، وسببه ان المفوضية تتعامل مع أرقام اللاجئين المسجلين لديها، في حين هناك سوريون لم يقوموا بتسجيل أنفسهم كلاجئين لدى المفوضية”.
وزاد، "هناك جهات أخرى اعلنت ايضا عن أرقام لعودة اللاجئين، ولكن هذه الارقام نرى أنه مبالغ بها، كما ان هناك خلطا بين اعداد اللاجئين العائدين وحركة المسافرين عبر الحدود”، مبينا انه منذ اعادة افتتاح المعبر "ثمة حركة نشطة على الحدود من أفراد، منهم أردنيون وسوريون ذهابا وايابا، فضلا عن الحركة التجارية النشطة، وهذا امر مختلف عن عودة اللاجئين”.
واشار سيفيري الى ان حركة العودة الى سورية من قبل لاجئين "ليست بالأمر الجديد”، فقد تم توثيق حالات عودة طوعية منذ العام 2016، مبينا انه "تم تسجيل 17 الف حالة عودة (من الاردن) منذ العام 2016 وحتى 25 حزيران (يونيو) الماضي”.
وردا على سؤال عما اذا كان الوضع آمنا حاليا لعودة اللاجئين الى ديارهم، قال سفيري: "نحن نقدر موقف ونهج الحكومة الاردنية تجاه اللاجئين باعتبار العودة قرارا شخصيا للاجئين، والتأكيد على أنه أمر طوعي”.
وأوضح في السياق انه "يصعب التعميم حاليا بالقول إن الوضع آمن ام لا، فكما هو معروف يختلف الوضع من منطقة الى أخرى، لكن بالمحصلة العائدون واثقون من قرارهم ولديهم معرفة بمدى الاستقرار بالمناطق التي سيعودون اليها، ونحن من جهتنا نقدم النصيحة للاجئين عند السؤال عن منطقة محددة، وما اذا كان من الآمن العودة اليها”.
وأضاف، إن "الغالبية العظمى من العائدين (من الاردن) عادوا الى مناطق درعا ودمشق وريف دمشق وهي مناطق مستقرة حاليا”، مشددا، في الوقت ذاته، على أنه "لا يوجد اي ضغوط على اللاجئين للعودة”.
وتقدم المفوضية السامية "المساعدة والمشورة” للأشخاص الراغبين بالعودة الى سورية، لكن سيفري يوضح ان "مسألة التوثيق واستخراج الاوراق الرسمية من السفارة السورية بقصد العودة، هي نوعا ما مكلفة على اللاجئين، ونحن نحاول مساعدة اللاجئين بتسهيل الاجراءات”.
وحول الدعم للعائدين في الاراضي السورية، قال، "هناك برامج قائمة في الداخل السوري منها أيضا للنازحين داخليا”.
وقال "بشكل عام هناك قضية إعادة الإعمار بسورية، فالعديد من المناطق دمرت خلال الحرب، وتحتاج لإعادة إعمار، لذلك فإن العودة قد تأخذ وقتا أطول للاجئين القادمين من المناطق التي دمرت، والى حين ذلك فنحن مستمرون بعملنا في الاردن، وبدعم اللاجئين في دول الجوار وتحديدا الأردن ولبنان وتركيا”.
وشدد سفيري على انه "لا يوجد اي نوع من انواع الضغط على اللاجئين لحثهم على العودة”، مبينا ان وقف بعض البرامج "مرده النقص في التمويل وإعادة ترتيب الأولويات وفق التمويل المتوفر”.
وأوضح ان نقص التمويل "بلا شك سيكون له اثر على اللاجئين لجهة زيادة الضغوطات المعيشية والاقتصادية عليهم”.
وحول خطة الاستجابة لحاجات اللاجئين السوريين في الأردن للعام 2019، قال سيفيري إن "الخطة لم يتم اقرارها بعد، لكن الموازنة ستكون قريبة من الموازنة المخصصة للعام 2018″، مستدركا أنه "قد يكون هناك انخفاض بنحو 10 % عن خطة العام 2018.
وقال "نحن قلقون بعض الشيء تجاه توفير التمويل اللازم لخطة الاستجابة في الأردن، لكننا نأمل أن يتم توفير الدعم اللازم من قبل الممولين”.
وكانت الامم المتحدة اعلنت اول من أمس عن إعداد خطة الاستجابة الاقليمية للاجئين وتعزيز القدرة لمواجهة الازمات، قيمتها 5.5 مليار دولار لدعم اللاجئين السوريين والدول الخمس المستضيفة لهم، وهي الأردن وتركيا ولبنان ومصر والعراق، خلال العامين المقبلين 2019-2020.
وفيما يتعلق بحملة الشتاء التي تنفذها المفوضية بين اوساط اللاجئين السوريين، بين سيفيري أن المفوضية حصلت على معونات اضافية العام الحالي، بقيمة 19 مليون دينار، خصصت لمعونة الشتاء، واستفاد منها 70 الف اسرة لاجئة بمخيمي الزعتري والازرق والمجتمعات المضيفة”.
ولفت الى ان التمويل "لم يكن متوفرا بداية العام، لكن في ايلول (سبتمبر) الماضي حصلنا على تمويل جيد لمعونة الشتاء وان كان متأخرا”.
ويبلغ اجمالي عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المملكة 666596 لاجئا، نحو نصفهم من الأطفال، بحسب أرقام "المفوضية”، التي قالت إن "86 % من اللاجئين السوريين في الأردن تحت خط الفقر”.
ويقيم 83.2 % من اللاجئين السوريين في الاردن بالمجتمعات المضيفة، بواقع 625144، فيما يقيم في المخيمات 126131 لاجئا فقط، يشكلون نحو 16.8 % من اللاجئين، حسب "المفوضية”، التي بينت أن اللاجئين يتوزعون على مخيمات المملكة على النحو التالي: 78.5 ألف في مخيم الزعتري، ونحو41 ألفا في مخيم الأزرق و7 آلاف في المخيم الإماراتي.