فواز ابو تايه: الأردن تاريخ ينتظر كاتبه


أنباء الوطن -

بقلم الدكتور: فواز ابوتايه

وقفت طويلاً عند خطاب جلالة الملك أثناء زيارته الأخيرة لمحافظة الطفيلة ” الهاشمية” والاجتماع الذي إلتقى فيه رؤساء الحكومات السابقين مما جعلني أشعر بحسرة تعتصر قلبي على ما وصلنا له من حال فالملك في واد والمسؤولين في واد آخر .

ملك يستنهض الهمم ويبث الأمل في وقت نعلم جميعا كأردنيين بأن زمرة من صناع القرار والسياسات يقودون مؤامرة قذرة تستهدف وطنا وشعب .

محاولات بائسة لطمس الهوية وتحريف التاريخ ورسم جغرافيا جديدة تناسب التوزيع الديموغرافي لموجات قادمة من المجهول لصياغة المجتمع وفق رؤى جديدة لن تفصح عنها منصة “من حقك تعرف ” ولأننا نعرف بأنكم لاتنظرون إلى الأردن كدولة بل كشركة مساهمة والعشائر التي تمثل ركن أساسي من النظام السياسي الأردني من وجهة نظركم تمثل حجر عثرة في طريق الإنطلاق نحو المستقبل .

ولكن اسمح لي يا دولة الرئيس بأن اطمئنك … العشائر ستبقى خنجرا في خاصرة كل من تسول له نفسه العبث بمنظومتها وكيانها والأعراب يا دولة الرئيس كانوا تكنوقراط النهضة البشرية إذا لم تكن تعرف !! أما الأغراب في المحافظات الجنوبية الهاشمية فلا يعرفهم ولايعرف لغة خطابهم وتاريخهم ومواقفهم إلا الأشراف من آل البيت الأطهار وهذا يكفيهم .

أما أنت وحكومتك التويترية التي لا تتقن سوى Show الإعلامي بعيدة كل البعد عن حالة الأردن والعشيرة التي لن تستطيعون معها صبرا وأما تغريداتك الصبيانية ( لا تهاجر ياقتيبة) فالهجرة تكون إما لظلم قد وقع أو حبل ود قد انقطع .

يادولة الرئيس .. ضاق بنا الحال وضاعت الحقيقة بين حشود الرويبضة … فبالله حدثنا عن مشروع النهضة !! هل يرتبط بصفقة القرن ؟
ونحن على مشارف مؤتمر لندن مدينة الضباب التي بدأت منها الحكاية الأزلية وفيها ستنتهي !! أم سيبقى المشهد ضبابيا في ظل غياب شارلوك هولمز الذي اعتدنا على قدرته في حل الأحجيات؟

استثمارات هاجرت بلا عودة واستثمارات أخرى غيرت خط رحلتها … ورؤوس الأموال حولت أموالها إلى الخارج … ورجال أعمال أفلست أعمالهم وبعض شركاتهم الوهمية لم تعد قادرة على دفع رواتب موظفيها
وحكومتك الإنتاجية ما زالت تستجدي لدفع رواتب موظفيها .

الاستراتيجية الحكومية التي لم تعد قادرة على حفظ كرامة الإنسان الذي أكرمه الله قبل أن يكون مواطناً بصبغته التي أقرتها المواثيق والقوانين الدولية .

فجلالة الملك لم تغب في كتب تكليفه السامية للحكومات المتعاقبة كرامة الإنسان .. والاهتمام بالشباب التي حاولتم بشتى الطرق القضاء على مقوماتها .

فما نراه كل يوم من ممارسات حكومية يؤكد لنا بأن هناك مؤامرة وتحدي لإرادة سيد البلاد … وكرها دفينا للشعب الأردني الذي أصبح أسير شهوات الحكومة الشيطانية التي نهبت مقدرات الوطن وثرواته .. هذا الوطن الذي كتب عقده الاجتماعي مع الهاشميين بدماء الشهداء والأجداد الذين لن يعرف تاريخهم إلا الغيور الجسور أما أنت وحكومتك فطيور مهاجرة تعشق الأسفار في عالم التويتر والفضاء الافتراضي وحان موعد إقلاع طائرتكم بلا وداع .

واقع مقيت ومؤلم أوصلتم فيه الدولة إلى الحضيض وأنتم تعيثون فسادا وإفسادا .
تحدث الشباب يا دولة الرئيس عن بدء الرحلة إلى المستقبل !!

والفقر والبطالةوالانتحار
والتهميش والاقصاء والعهر السياسي والأقلام المأجورة وأصحاب التنفيعات في ازدياد .

عن أي مستقبل تتحدث ..

أخبرهم يادولة الرئيس ؟

تحدث الشباب عن سيادة القانون ومحاربة الواسطة والمحسوبية والشللية .. وأنت تحطم الأرقام القياسية التي لم يسبقك فيها أي مسؤول حكومي سابق .

أخبرهم يا دولة الرئيس ؟

تحذر الشباب من الحراكات وأنها تنفذ أجندات خارجية !!
فهل الشباب على ملف اجنداتك الداخلية ؟
أم هم تعبئة كراسي لعقد مؤتمراتكم الصحفية الحكومية الركيكة التي تمررون من خلالها قرارتكم بالتضامن والتكافل مع مجلس النواب الساقط شعبيا ومجلس الأعيان الذي لا أعلم جدوى وجوده.

سياساتكم الممنهجة التي أنهكت الوطن وتسعون من خلالها إلى كسر إرادة الشعب وإخضاعه !!

هنا .. أقول لك أنك أخطأت بتقديراتك وآراء مستشاريك من خفافيش الظلام فهذا الشعب لن تستطيع أن تفك شيفرته ولن تثني عزيمته ولم تعد برامج التوك شو ولغة الجسد تستهويه فقد مل منها وشبع .
وما زال يمتلك الأمل بانتظار وصفي وهزاع الذي اعتقد بأنك لم تقرأ تاريخهم لأنه لايستهويك
فإنهم إذا تحدثوا صدقوا وإذا وعدوا أوفوا وإذا اؤتمنوا فإنهم لم يخونوا يوماً لأن عهدهم عهد الرجال الذين يعرفون تاريخ هذا الوطن .

هذه دعوة إلى جلالة الملك من جنوبي حر عاشق لوطنه وقيادته الهاشمية والجيش العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية التي مازالت تقدم التضحيات وتسطر البطولات في وقت عجزت فيه عن إدارة أي أزمة تعصف بالبلاد كل يوم.. فأعصف يابن هاشم فمازلنا ننتظر مذبحة المماليك فالنهضة تلزمها ثورة ضد الظلم والفساد فأكمل ثورة أجدادك التي أرست دعائم الحق والعدل والمساواة وعليها عاهدهم أجدادنا وكتبوا فيه العهد والعقد ونحن عليه ماحيينا ولن نرضى عن الهاشميين بديلاً .