سقطة أخرى


أنباء الوطن -

كتب : جواد الكساسبة

لك الله يا وطني

لكم الله يا شهداء وطني 

لك الله يا شعب وطني

سقطة أخرى وبنفس الموعد وبمناسبة شبيهة تسقط فيها أمانة عمان الكبرى على عهد أمينين متتاليين

في هذا البلد لطالما وقفنا صفاً واحد حزننا واحد وفرحنا واحد وحِسّنا واحد

بُعَيدَ استشهاد شهيد الوطن والأمة البطل معاذ الكساسبة الذي استقر حبه في قلب كل أردنيٍ خصوصاً وعربي عموما ومسلم بشكل أعم وفي العالم أجمع لبشاعة المنظر أولا ولبطولة البطل ثانيا قامت أمانة عمان بإقامة حفل وكان والدي أحد الحضور على أنه حفل تكريم لشهيد الوطن ليفاجئ الجميع و من ضمنهم والدي أنه حفل فيه فقرات فنية غير ملائمة و تكريم للمثلة المصرية يُسرا على أنها أم مثالية فضجر الجميع من هذه السقطة بكل وجوهها، فلا مضمون الحفل يناسب العنوان، ولا التكريم للشهداء بل لممثلة لا نستطيع وصفها الا أنها غير أهل لمثل هذا اللقب (الام المثالية) رغم أنها ليست أماً أساسا، ولا المناسبة تليق بوجودها بهذا المكان وبهذا التوقيت والوطن لا زال يمسح دمعه ويداوي جراحه، وغير كل ذلك ألا يوجد في الأردن امرأة تستحق هذا اللقب إلا يسرا وما كان ذلك ألا امتهان للمرأة الأردنية المعطاءة وفيهن الفنانة والمعلمة  والطبيبة والقاضية وأمهات الشهداء الفاضلات المضحيات. انسحب والدي وكثير من الحضور مباشرة من تلك المهزلة وقدمت الاعتذارات على أنهم على غير علم بالمضمون، وكانت تلك هي السقطة الأولى في عهد معالي عقل بلتاجي.

والسقطة الثانية التي حدثت قبل يوم من الآن؛ حفل صاخب و تكريم لمجموعة من أمثال يسرا؛ صفية العمري، حليمة بولند، وأخريات غير أردنيات. 

ونحن وأنتم والوطن لا زلنا نرشف دموعنا ونتجرع آلامنا على ثلة من شباب الوطن الاعزاء الذين قضوا أثناء أداء الواجب المقدس من تطهير الارض من الالغام أو المتفجرات وفقدنا خمسة رجال أشداء بعمر الورد والاقحوان، وتعود أمانة عمان لسقطة أعنف من الاولى على عهد معالي يوسف الشواربة، وتراكض المنتج والأمانة وغيرهم ليتعذروا 

للأردنيين من جديد بأنهم غير مدركين للمضمون.

لقد آلمني كما آلم كل واحد منا ما اسمع وأرى، لقد وصل الوضع حد الوقاحة غير المبررة والاستخفاف بعقول شعب طيب معطاء كل همه أن يعيش كريماً في بلده وعلى أرضه.

يا سادة نحن شعب نحب الحياة الكريمة ونبكي كلنا لمشاهدة صورة ونحزن كلنا لمشاهدة صورة أخرى ونقدر بعضنا وطعامنا واحد وعاداتنا واحدة من شمالها الى جنوبها، هل نستحق هذا الكم الهائل من الوقاحة من مسؤولين ليسوا بمسؤولين. 

يا ناس: "استحوا لأنكو بطلتوا تستحوا" !

وحسبنا الله ونعم الوكيل بكل من آذى طفلاً أردنياً وشيخاً أردنياً وأماً أردنية.

لا حول ولا قوة إلا بالله

جواد الكساسبة