فيضانات حليمة
بعد كل مصيبة وكارثة يخرج علينا المسئولين ترافقهم عدسات المصورين عند المواقع المنكوبة وتخرج منهم التصريحات ( سنحاسب وسنعمل وسنعوض ... الخ ) هذه التصريحات ما هي إلا إبر تخدير للناس طبعا ليس حبا بهم ولا شعور بالمسؤولية إنما خوفا من تطور الأمور بالتالي ستكون إقالة مبكرة من منصبه الذي تعود عليه كونه لا يحب التغيير، لأنه حتماً سيتم نقله من منصب لآخر.
ذات الاسطوانة المشروخة التي يسمعها المواطن من أمانة عمان بأنها على أهبة الاستعداد لأي منخفض وأي طارئ ، وفي الحقيقة أن أمانة عمان والترهل الإداري والبيروقراطية التي نخرت عظامها تكون سبب وراء الخسائر البشرية والمادية، المصيبة لا رقيب ولا حسيب ، ومن يتتبع أرشيف الكوارث يرى أن الإهمال هو الأساس وسيد الموقف.
فلم تشفع مشاهدة الطفلة وهي تلقى حتفها عندما سقطت العام الماضي في حفرة صرف الصحي وتبعها شاب لمحوالة إنقاذها ولم يحرك أحد ساكناً وتم اعتبار ذلك قضاء وقدر.
وشاب آخر قبل أيام تجرفه الأمطار أمام أهله ، وكل هذا قضاء وقدر، كان الله في عون القدر الذي نحمله مسؤولية الإهمال الدائم.
هذه الحوادث وشبيهاتها مرت وستمر مرور الكرام ولن يحاسب احد على إهماله كون المسؤولية عن هذا هو ( القدر والقدر ليس أردنيا ) بالتالي ما رح نعرف نحاسبه، لهذا ومثلما قال معزب ومستقبل حليمة ( اللي يزعل يزعل ويطق راسه بالحيط ).
السؤال الذي يجب أن نطرحه ماذا تفعل أمانة عمان غير جباية المال وتحصيله من جيوبنا على مدار العام ، شخصيا أقدم شكاوي على عمال النظافة ومراقبيهم تصل إلى مدير المدينة من أجل تنظيف الشوارع أو أن يقوم العامل بعمله ، أما مدير المنطقة يتذرع لذات الشكوى بنقص العمال في حين رأيت أكثر من مئة عامل على شارع المطار لتنظيفه وتشعيبه من أجل عيون حليمة.
إشارات مرور في منطقة أتابعها منذ 5 سنوات لأنها تشكل خطر سببت كوارث في البشر والحجر ولم يحرك أحد ساكن اتجاهها سوى بعض الفلسفات الجوفاء من البعض ، شوارع عمان السواد الأعظم منها قذر ومتهرئ ونفايات في كل مكان، وعندما تسمع المحطة الإذاعية لأمانة عمان وهم يمجدون أمين عمان وكيف يفكر خارج الصندوق كذلك أمانة عمان وإنجازاتها يظن السامع أن الحديث عن جينيف وعمدتها.
مصيبتنا دائماً أننا ننسى ونثور للحظات وسرعان ما نبلع ولا نتهم بالتفاصيل وأمورنا تسير على مبدأ الصدفة ليس إلا ، لا تخطيط ولا تنظيم ولا محاسبة ، الشيء الوحيد الذي تقوم الحكومة وعلى رأسها أمانة عمان بالتخطيط الجيد له هو المزيد من الرسوم والضرائب.
حمى الله الأردن شامخاً أبياً ، وكان الله في عون الوطن من هؤلاء الذين يزاودون على حبه طمعا ً بالمنصب وغنائمه.
الدكتور خالد جبر الزبيدي