عبد الكريم الكباريتي ..السياسي الذي يختفي ولا يظهر إلّا قليلا !


أنباء الوطن -

في عام 1971 كان الطالب الأردني عبد الكريم علاوي الكباريتي يدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت ، ورئيسا لتنظيم الطلاب الأردنيين فيها ، كان معروفا عنه النشاط الواضح والحركة الدائبة بين صفوف الطلّاب ،وفي تلك الأثناء حدث مالم يكن في حسبان الطالب عبد الكريم  الذي جرى اختطافه من قبل مجموعة مسلحة.
حاولت تلك المجموعة ممارسة أقسى الضغوط على الكباريتي حتى يغيّر من أفكاره والإساءة إلى النظام في الأردن ، إلّا أنه بقي متشبثا  بمبادئه وما تربّى عليه إبن الثانية والعشرين عاما ، إلى أن تمكّنت السلطات اللبنانية من العمل على إنقاذه والإفراج عنه .
وعند عودته إلى عمان ؛ فوجيء الطالب عبد الكريم باستقبال الملك الراحل الحسين بن طلال له في المطار إلى جانب مجموعة من كبار المسؤولين ومنهم المرحوم أحمد اللوزي الذي كان وزيرا للمالية آنذاك ، وفي العام الذي تلاه أصبح رئيسا للوزراء.
منذ تلك اللحظة نال عبد الكريم الكباريتي إعجاب الملك حسين ، ورأى فيه مستقبل الشباب الأردني وعنفوانه ،وهو الذي يخبر جيدا معدن الرجال ،كيف لا وهو الحسين باني نهضة الوطن ومجده وعزته .
بدأت المسيرة السياسية الحقيقية للكباريتي في العام 1989 عندما فاز بالإنتخابات النيابية عن محافظة العقبة لدورتين ، وتولّى المسؤولية الوزارية في السياحة والآثار والعمل وكذلك وزيرا للخارجية في حكومة المرحوم الشريف زيد بن شاكر إلى أن اختاره الملك الراحل رئيسا للوزراء في الرابع من شباط عام 1996 ، حيث كان الحسين يرى فيه نموذجا لجيل جديد من السياسيين .
عند الحديث عن دولة عبد الكريم الكباريتي فأنت أمام واحد من القادة السياسيين الذين نفتقدهم كثيرا ، وعندما يتحدّث الرجل فلا بدّ من الإصغاء إليه ولما يقوله ، وكما قال أحدهم .. فإن عبد الكريم الكباريتي هو أحد أخطر وأدهى وجهاء العشائر غير التقليديين في الأردن .
هو قائد سياسي واقتصادي من الطراز الرفيع ، إنّه من أعمق رؤساء الحكومات على مدى تاريخ الأردن ، ودائما يبرز التساؤل .. لماذا يختفي الرجل ولا يظهر إلّا قليلا ؟ وهو الذي يقول دائما : إنّ معارفي كثر ، وصداقاتي قليلة جدا !
سنوات عديدة وهو على رأس مؤسسة مصرفية باتت تحتل موقعا مرموقا ، ففي رئاسته لمجلس إدارة البنك الأردني الكويتي ترى الرجل يسير على نفس النهج من نجاح إلى آخر ومن تميز إلى ما هو أبعد من ذلك .
عندما يلتزم بقضية ما فإنه يريد إنجازها تحت أيّ ظرف حتى لو أدّى ذلك إلى اتخاذ مواقف قد لا ترضي البعض وربما تثير غضبهم .
الكباريتي .. ذلك الرجل الذي يستمدّ متعته الحقيقية من النجاح في أيّ عمل يقوم به مهما كان مستوى أهميته ، إنّه الكباريتي الذي منح الإعلام الأردني حريّة لم يعهدها من قبل ، فهل يتذكّر إعلاميونا ذلك ؟ ألا ليت تلك الأيام تعود يا أبا عون !