جامعة نورثويسترن في قطر تستضيف الكاتبة الفلسطينية الأميركية هالة عليان
شاركت الكاتبة، والشاعرة، وعالمة النفس السريري الفلسطينية الأميركية هالة عليان في جلسة نقاشية بجامعة نورثويسترن في قطر من عنوان "كتاب واحد، جامعة واحدة"، حيث قامت بالحديث عن تجربتها الحياتية بعد أحداث النكبة الفلسطينية التي دفعتها لكتابة روايتها الأولى "بيوت الملح" الحائزة على جوائز عالمية، منها جائزة دايتون الأدبية للسلام للخيال.
وتروي القصة حياة عائلة فلسطينية بين الماضي والحاضر، بين الوطن والشتات، وتتحدث عن معنى فقدان الوطن، ومعه فقدان الأمان الدائم والاستقرار.
وشهدت الجلسة النقاشية، التي أدارتها البروفيسورة سام ميكنجز في جامعة نورثويسترن في قطر، حضور عدد من الطلاب وأفراد من مجتمع الجامعة.
وخلال الجلسة، تحدثت عليان عن المسؤولية الكبيرة التي تقع عليها ككاتبة والتي تتضمن صياغة نص دقيق يروي أحداث تاريخية ويروي تجربة الأشخاص بشكل مبدع في ذات الوقت. وبينما ينصب تركيز عليان بشكل أساسي على التجربة الفلسطينية، فسّرت عليان أن المواضيع التي تدور في الرواية لا تقتصر على الشعب الفلسطيني فحسب"، بل هي صراعات يواجهها كافة اللاجئين والمهاجرين الذين يحاولون "تكوين بيت جديد لهم على أرض أجنبية في بيئات مدمرة".
وتطرقت عليان للحديث عن إشكالية الهوية الفلسطينية قائلةً: " كنت أشعر ولمدة طويلة بأنني لا أنتمي إلى أي مكان. وفي السنين الأخيرة أعدت صياغة هذا المفهوم الذي كان يرتبط بقطعة أرض محددة، أو منزل معين وغيرها لأن هذه الأشياء تتغير. أما الآن، أُعرف منزلي بالمكان الذي يتواجد فيه من أحب، والمكان الذي أستطيع التحدث فيه باللغة التي أفضلها، والمكان الذي يمكنني أن أطهو وأتناول فيه ما أريد".
وسلطت عليان الضوء على التأثر الكبير الذي يُحدثه اتخاذ قرارات سريعة تحت ضغوط عاطفية في حالات الصراع على حياة الأفراد المعنيين، وتأثيره على الأجيال التي تليهم. وبصفتها ابنةً لمهاجرين، شعرت عليان بالحاجة إلى نقل عمق الصراعات الداخلية والخارجية المصاحبة لظروف الهجرة.
يذكر أن خلفية عليان في علم النفس السريري إلى جانب شغفها بالكتابة جعلتها أكثر فضولاً وانتباهاً للعالم المحيط بها. وفي هذا السياق، أوضحت الكاتبة أن كلا المجالين يكمل كلٌ منهما الآخر لأنهما يرتكزان على التعامل مع روايات ممزقة. وأضافت عليان: " غالباً ما يتخذ الأفراد قرار خوض علاج نفسي لأنهم يشعرون بأن جزءًا أو قصة متعلقة بأنفسهم أو بالعالم من حولهم قد فسدت. وفي هذه الحالة، دور المعالج يكمُن في مساعدتهم في تصحيح القصة أو إعادة كتابتها من جديد، لذلك أعمل في عالم سرد الروايات في كلتا المهنتين".
وفي تعليق له على هامش المحاضرة، قال السيد إيفيرت دينيس، عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي: "إن سلسة الإنجازات التي حققتها هالة عليان تُعد مصدر إلهام وحافز لطلاب جامعتنا، حيث أن العديد منهم يتفهم تجربتها الحياتية بما في ذلك تجربة الشخصيات المذكورة في كتابها".
وأضاف دينيس قائلاً: "ولم تتحدث عليان عن الكتابة فحسب، بل تطرقت للحديث أيضاً عن الدور الهام الذي يلعبه المؤلفين في صياغ صورة عن المنطقة وإنشاء محتوى غني بالمعلومات الدقيقة عن الشرق الأوسط".
وكانت جامعة نورثويسترن في قطر قد اختارت كتاب " بيوت ملح" لتكون موضوع برنامج القراءة الموحَّدة، الذي يعتبر فرصة فريدة من نوعها لجميع منتسبي جامعة نورثويسترن في قطر من الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، والموظفين لتشكيل حلقة قراءة موسّعة يقرأون خلالها نفس الكتاب ويناقشونه للوقوف على القواسم
المشتركة والاختلافات في قراءتهم له. كما يسهم البرنامج في تعزيز مفهوم المشاركيم عن القضايا الهامة التي نواجهها على الصعيد الإقليمي والعالمي.