وزارة الصحة...والاعتراف بالطب البديل
أحمد جميل شاكر
لم يعد بالإمكان غض الطرف عن التقدم العلمي والطبي الذي حققه طب الاعشاب في معالجة العديد من الامراض المزمنة والمستعصية، فهناك اقبال عالمي كبير تشهده مراكز طب الاعشاب في العالم المتقدم مثل المانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وكندا باعتباره نوعا رئيسا من أنواع الطب البديل.
هذا التركيز الإعلامي على موضوع الطب البديل، وتخصيص العديد من البرامج والمحطات الفضائية للحديث عن فوائد الأعشاب، نرى أنه يواكب ما يدرس في العديد من كليات الطب في اوروبا وامريكا، وهناك كليات متخصصة اصبحت تمنح درجة البكالوريوس والماجستير في هذا التخصص في بريطانيا وغيرها من الدول، وبعضها يمنح دبلوما في انواع عديدة من وسائل الطب البديل، ولم يحصل ذلك الا عن قناعة من الجهات الرسمية والعلمية في تلك الدول بجدوى هذه الممارسات الجديدة من الطب في معالجة العديد من الامراض المزمنة والمستعصية.
وفي ألمانيا حيث تجد انواع الطب البديل رواجا سبقت به باقي الدول المتقدمة، يقول اصحاب القرار فيها، مبررين سبقهم في هذا المجال: إن غالبية المواطنين الالمان هم من كبار السن والذين يعانون غالبا من امراض مزمنة مثل: السكري والضغط وارتفاع الكولسترول وامراض القلب والشرايين، لذا فهم بحاجة الى ادوية باستمرار؛ ما يعرضهم لمضاعفات الادوية الكيماوية التي لا تحمد عقباها، اما النقطة الثانية فهي ان استخدام الاعشاب على مر السنين اثبت درجة عالية من الامان، والامر الثالث ان الدراسات العلمية الحديثة تثبت ان مفعول الاعشاب هو مفعول اكيد وثابت ويؤكد ما ذهب اليه الاقدمون في علاج المشاكل الصحية المختلفة.
من هذه المنطلقات الثلاثة سمحت الجهات الرسمية الألمانية للأطباء والعشابين بممارسة طب الأعشاب ووسائل الطب البديل بكل حرية.
وهناك العديد من دول العالم تعتمد انظمة الطب البديل في منتجعاتها الصحية التي تدر عليها دخلا ممتازا عبر السياحة العلاجية خاصة دول شرق اوروبا حيث تنتشر المنتجعات المتخصصة في العلاج الطبيعي بوسائله المختلفة التي تجذب السياح من جميع انحاء العالم ومن هذه الدول رومانيا وهنغاريا واليونان وقبرص وايطاليا.
ونحن في الأردن حيث حبا الله بلادنا بالاجواء الجميلة المطلة على المناظر الخلابة والمياه المعدنية الساخنة والعلاجية،والنباتات الطبية النافعة فما أحرانا أن نكرس ذلك في خدمة المرضى وتشجيع السياحة العلاجية الداخلية والعربية والاجنبية؛ ما سيكون له الأثر الفعال في رفد اقتصاد البلاد بالعملات الصعبة وتشغيل الايدي العاملة المدربة واستثمار الأراضي والمناطق السياحية بطريقة فعالة مجدية؛ ما يعود على الوطن والمواطن بالخير العميم.
ومن المؤسف أننا لا نجد حتى الآن اي توجه من وزارة الصحة والجهات المعنية نحو رعاية هذا النوع من الطب، بل على العكس من ذلك نجد الاعراض والتحفظ بل والمنع ايضا تجاه ترخيص اي نشاط في هذا الشأن، ونحن إذ ننكر على من يستغلون الناس ممن ليس لديهم تخصص طبي في هذا المجال ويتاجرون بحاجات الناس ومعاناتهم ونطالب بالأخذ على ايديهم، فإن هناك عددا لا بأس به من الاطباء والعاملين في النطاق الصحي ممن يشهد لهم بالخبرة والصدق والنتائج الواضحة في رفع معاناة المرضى وحصول الشفاء علي ايديهم بفضل الله، فلماذا لا تقوم وزارة الصحة بإنشاء قسم للطب البديل بالتعاون مع هؤلاء ووضع القوانين اللازمة لحماية هذا النوع من الطب من عبث العابثين والدجالين، ولماذا لا تقوم الجهات المعنية بدعم البحوث في هذا الاتجاه فربما تم انتاج علاجات من هذا البلد المعطاء تنتفع بها البشرية وترفع اسم الاردن عاليا في مجال التداوي بالنباتات الطبية كما ارتفع في مجال الخدمات الصحية الأخرى.