موقف انساني يدرس


أنباء الوطن -

 

قبل يومين فجعنا بوفاة ابن عم لنا وهو الشاب علي عبدالله الطيب حيث تعرض لحادث سير بشارع المدينة المنورة بالقرب  من إحدى المطاعم السريعة حيث كان يهم لشراء وجبة عشاء لاطفاله الذين كانوا يتنظروه في البيت وبعد طول انتظار من قبل الأطفال غلبهم النوم ولم يكن يعرف الأطفال ان اباهم ودع هذه الدنيا بلا رجعه ...
فجعنا كلنا من خبر الوفاة لذلك الشاب الثلاثيني المهذب و بالتأكيد كانت أكثر على أولاده السته وزوجته ولا يمكن لأحد أن يعرف حجم الخسارة  والفاجعة لدى والد ووالدة المرحوم علي ...
لا يمكن لشخص عادي ان يتخيل معنى أن يكفن الوالد ولده ودموع امه تودعه بلا رجعه ...
صدقوني ان عبدالله الطيب والد علي كان لديه رباطة جأش وايمان بقضاء الله وقدره أكثر منا ونحن نعطي للتراب ذلك الشاب الذي كان اب لأربعة بنات وطفلين ...  
 صبيحة هذا اليوم وهو اليوم الثالث لوفاة علي غادر والده بيت العزاء وذهب إلى المحكمة ودخل إلى مكتب المدعي العام الذي اوقف السائق المتسبب بالوفاة وطلب منه قبول كفالته ...دون طلب من الجاهه التي جاءت لبيت العزاء لأخذ العطوة ودون الطلب من قبل اهل الشاب حتى ان المدعي قال لأبو علي ان اهل المتسبب بالوفاه بالمحكمة فرد ابو علي انا لا اعرفهم وقد قدمت من تلقاء نفسي واصر والد علي الطيب دفع كفالة  المتسبب بالوفاة  عن طريق الخطأ من جيبه الخاص محتسبا علي عند الله مطبقا كلام الله " ومن عفا واصلح فأجره على الله " حتى ان المدعي العام خفض رسوم الكفاله لاصرار ابو علي دفع الكفاله من جيبه ..
لقد أراد ابو علي الطيب الأجر من الله ومن الله فقط ...
رحم الله علي عبدالله الطيب وجزا الله ابو علي كل خير على هذه الإنسانية  وهذه الأخلاق العربية الاردنية الاصيله ...
وانا لله وانا ايله راجعون