كذبة نيسان


أنباء الوطن -

يحتفل العالم اليوم بكذبة نيسان ، إلا الشعوب العربية محرومة من هذه الأعياد أو بمعنى آخر ليست بحاجة لها فنحن والحمد لله نعيش الكذب من 1 كانون الثاني ولغاية 31 كانون أول من كل عام ، هذا التقليد الذي نمارسه ويمارس علينا منذ عقود طويلة ، بل وطويلة جداً ، تاريخ محرف بطولات وهمية ، ولاء مزيف ونفاق مستمر ومكشوف وبيع وطنيات على بعض كل هذا وأكثر ونمارسه ويمارس علينا.

ننام ونستيقظ على تلك الأوهام وعلى هذه الأكاذيب التي عطلت الفكر والعقل والعلم والعمل ، نرى الفاسدين خلف القضبان في حين كانوا قبلها بقليل رجالات للوطن يزاودون علينا هم وزمرتهم بأنهم رجالات للوطن وأنهم حُماته ، الأمر الذي يجعلنا نتساءل كم من هؤلاء الفئة يستلمون الآن زمام الأمور والمسؤولية وهم يسرقون ويكذبون ويبيعوننا أخلاقيات، كم من هؤلاء يكذبون علينا صباحا ومساءاً بأنهم حريصون على الوطن وأن الأمور تتحسن والوضع سيتغير للأفضل في حين إن صدف وتم كشفهم يتم زجهم خلف القضبان ، أتذكر وزيرا للطاقة في عام 2012 قال حرفاً في مقابلة تلفزيونية أن الأردن خلال سنتين أي 2014 سيكون أحد الدول المصدرة للطاقة ، وها قضى مضى خمس سنوات على تلك السنة المنشودة ونحن ننتظر، واليوم مع كذبة نيسان تم رفع أسعار المحروقات والذي يتم ربطه وهمياً بالأسعار العالمية في حين أن سعر النفط في الأردن الأعلى عالمياً من حيث أسعار المحروقات مقارنة بمستوى دخل المواطنين. ، عشنا ونعيش أحلام قاتلة ووعود وهمية ما هي إلا إبر تخدير جعلت أجسادنا كالمُنخُل من كثرة الخوازيق ، إبر تخدير اقتصادية سياسية وطنية حتى دينية ، وأعتقد ستكون خطبة الجمعة القادمة عن حُرمة كذبة نيسان وأن الكذب حرام.

وعلى صعيد آخر في البعد الاجتماعي نرى الأول من نيسان يتجلى فينا ونرتديه أينما ذهبنا ، نكذب على بعض وننافق على بعض ونضمر الشر لبعضنا البعض في الشارع في الأسواق وفي كل مكان حتى على صفحات التواصل الاجتماعي التي كشفت عيوبنا وكذبنا في ذات الوقت، فترانا نجامل ونكذب ( منور الغالي ) لأي شخص حتى لو كان على سرير المرض.

باختصار القول نحن نعيش حالة مزمنة من الكذب ولا داعي لمناسبة تذكرنا فيه ، بل نحن نحتاج ليوم من الصدق على الأقل نعتبره يوم راحة ، فعذراً عزيزي الأول من نيسان لا مكان لك بيننا نحن سبقناك كثيراً وما أنت إلا يوم يتيم بين أيامنا.