الفايز يرعى مؤتمر النظر معاً نحو المستقبل في الأردن


أنباء الوطن -

 

رعى دولة فيصل الفايز صباح اليوم مؤتمر النظر معاً نحو المستقبل في الأردن الذي نظَّمته مؤسسة الأنشطة التربوية في أوروبا الشرقية- هولندا- بالتعاون مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام- الأردن.

حيث بدأ حفل الإفتتاح بالسلام الملكي الأردني ثم ألقى د. Wijbren Jongsms كلمة المنظمين من هولندا، وبعد ذلك كانت كلمة المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام من خلال مدير عام المركز الأب د . رفعت بدر حيث قال في كلمته ، يسرني الترحيب بكم في مؤتمر مشترك يتعاضد على تنظيمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ومؤسسة الأنشطة التربوية ، المنبثقة عن الحزب السياسي المسيحي في هولندا، ونحن ممتنون لحضور أصحاب السعادة النواب من الإتحاد الأوروبي ومن ممثلي الجمعية في هولندا.

وتابع قائلاً، نجتمع اليوم للحديث عن الرؤية المشتركة- النظر معاً- نحو المستقبل، وأنَّ الكلمة السحرية ليست في النظر ، بل هي في معاً، وهذه المعيَّة، ليست بحديثة العهد في الأردن، بل وفيما نتهيأ للإحتفال بمئوية المملكة الأولى، فإننا نحيي أيضاً مئة عام من العيش معاً، والعمل معاً ومواجهة التحديات معاً، وكأَنَّه زواج كاثوليكي في المرض والصحة، في السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ....ماضياً ، حاضراً ومستقبلاً.
و- معاً- تعني بدون أي تمييز ، تماماً كما جاء في الدستور الأردني ( الجميع متساوون أمام القانون ).
لا تمييز بين مواطن وآخر، لا على أساس ديني ولا عرقي ولا طائفي. والكل هنا يسير معاً خلف قيادة هاشمية حكيمة ، هي مثل السفينة الواثقة وإن سارت في بحر إقليمي وكوني غير مستقر، لكننا نُؤمن بأن الله تعالى أمدَّنا برائدٍ وقائدٍ وربَّانٍ ماهرٍ، هو جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم.

وأضاف قائلاً، ننظر نحو المستقبل معاً، دينيَٓاً ، سياسيَّاً وإجتماعيَٓاً، كما تُشير إلى ذلك جلَسات هذا المؤتمر ، وننظر بثقة وتفاؤل ، لأنَّ هنالك ما يُبشِّر بأنَّ القادم أفضل بإذن الله.
وما يُوصلنا إلى أن نقول هذا هو وُحدتنا الوطنية ، وهو السياج البديع، والصخر المنيع الذي عليه تتكسَّر كل محاولات خلق الزعزعة أو الخوف أو الْفِتَن أو الفساد، أو الزؤان، بلغة الإنجيل، الذي يشاء بعض الناس أن يزرعونه ليخنق الزرع الطيب وحبات القمح النقية، وأنَّ المعيَّة هذه تعني أن نُكْمِل المسيرة في أن نكون معاً في الأردن أسرة واحدة متكاملة ، تُحافظ على النسيج الوطني. ومن جهة أخرى هي الوقوف معاً ضد كل المؤامرات التي تهدف إلى زعزعة الأمن ، الثقة والتفاؤل، وكلنا هنا خلف القيادة الهاشمية، للحفاظ على الحقوق العربية، وأهمها فلسطين ، وحقها في الإستقلال ، وجوهرتها القدس الشريف بمقدساتها الإسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية عليها، ومستقبلها الذي تتوافق دبلوماسية الأردن عليه مع الشرعية الدولية ومع دعوة الكرسي الرسولي - الفاتيكان - في أن تكون مدينة التآخي لأديان ثلاثة ولشعبين.

وتابع الحفل فقراته، ثم كانت كلمة سفارة الإتحاد الأوروبي من خلال Mr. Egidijus Navikas ، ومن ثم كانت كلمة السفارة الهولندية من خلال Veerle vastwijk.

وبعد ذلك كانت كلمة راعي المؤتمر رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز حيث قال، وأنتم تعقدون مؤتمركم اليوم بعنوان " النظر معاً نحو المستقبل في الأردن" أُشير بداية إلى أنَّ البعض قد راهن على الفوضى في بلدنا ، منهم من إستند في تحليلاته إلى طبيعة الأوضاع التي تمر بها المنطقة، وخاصة ما رافق الربيع العربي من تداعيات ، والبعض الآخر تمنَّى سقوط الأردن في فخ الفوضى ، تنفيذاً لأجندات مشبوهة ، فبثَّ سمومه عبر العديد من الوسائل ، وبشتَّى الطرق المُتاحة، لكن خاب ظنهم جميعاً.

وأضاف أيضاً، ونحن نتحدَّث عن المستقبل، لا نُنكر أنَّ هنالك تحديات كبيرة واجهتنا وتواجهنا، كان لها تأثيراً مباشراً وغير مباشر، على أوضاعنا الإقتصادية والإجتماعية ، من بينها الأزمة السورية، وموجات اللجوء المختلفة ، وإنتشار الإرهاب ، وعدم وجود أُفُق لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ، وما رافق ذلك من ضغوطات على الأردن ، للقبول بِمَا يُسمَّى بصفقة القرن، والتخلي عن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ، هذا بالإضافة إلى العديد من التحديات الداخلية ، ومنها بروز العديد من الظواهر الإجتماعية ، الخارجة على قيمنا وتقاليدنا ، التي نعتز بها، وإنتشار خطاب الكراهية ، وآفة المخدرات، والإستقواء على الدولة ، والتجاوز على القانون، والإعتداء على المال العام، وتراجع الإدارة العامة، وإنعدام الثقة بين المواطن والمسؤول.

ثم قال، وهنا لا بد من تذكير الجميع، بأنَّه ومنذ تأسي الدولة الأردنية الحديثة، فقد واجهتنا العديد من التحديات ، بدءاً من حرب ٤٨و ٦٧ وما رافق ذلك من لجوء فلسطيني كبير ، ثم المد القومي والناصري ، وتداعيات الحرب اللبنانية ، وحرب الخليج الأولى والثانية، والمد الإيراني ، وإحتلال الكويت ، والأزمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨، والأزمة السورية الراهنة ، لكن كنّا نتجاوزها على الدوام ، ونخرج منها أكثر قوة وصلابة، ولم تزدنا التحديات إلا ثباتاً وشموخاً، فإستمرت مسيرة الأردن بعزم قائدنا وشجاعته، ووعي المواطن، ومنَعَة أجهزتنا الأمنية والعسكرية .

وأضاف أيضاً، والأردن لمواجهة تحدياته الراهنة، إتخذ العديد من السياسات والتدابير، ربما يرى البعض أنها غير كافية، لكنها أخذت في الإعتبار هذه التحولات، وجاءت إنطلاقاً من ثوابتنا ومصالحنا الوطنية ، وبما يُعزّز أمتنا وإستقرارنا ، وبنا يُمكننا من الإستمرار بدورنا المحوري ، كدولة تسعى إلى السلام وإنهاء دوامة العنف في المنطقة .
ولإستمرار مسيرة الأردن الخيِّرَة، والقدرة على مواجهة الضغوطات، والحفاظ على هويتنا الوطنية ، علينا أن نسعى إلى حالة وطنية جامعة، نتوَحَّد فيها خلف قائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله، لتقوية عزيمته، وشد أزره، في مواجهة الأخطار التي تُحدّق بوطننا ، فلم يَعُد مقبولاً حالة الإنكفاء التي يعيشها البعض ، ولم يَعُد مقبولاً أن تبقى رؤيتنا للأشياء قائمة على الشك وإنعدام الثقة .
كما أن التصدي لما يتم طرحه من مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية ، يتطلَّب منا تعزيز ثقتنا بأنفسنا ، وبقدرتتا على مواجهة أية مخططات مشبوهة، فهذا هو الأردن الذي أرخَصَ مواطنيه وقيادته الهاشمية الدم لأجله، ولأجل شموخه وعزَّته، وقدَّم الدروس للآخرين في التآخي والعيش المشترك، بين كافة مكوناته الإجتماعية والدينية والعرقية، قادر على مواجهة التحديات مهما كَبُرَت أو صغُرَت.

وبعد حفل الإفتتاح للمؤتمر كانت الجلسة الأولى برئاسة د. بتول المحيسن ومشاركة المطران وليم الشوملي، الوزير الأسبق د. صبري إربيحات والأب بشارة دحابرة.

وبعد ذلك، كانت الجلسة الثانية برئاسة مارتن جانسن ومشاركة العين هيفاء النجار والنائب في البرلمان الأوروبي Mr. Bastiaan Belder.

ثم تابع المؤتمر جلساته بالجلسة الثالثة برئاسة د. بيان الشبول ومشاركة وائل سليمان مدير كاريتاس الأردن ود. نبيل أيوب رئيس الجامعة الأمريكية في مادبا.