النحَات نظام نعمة صانع مجسم القدس في ذمة الله – حياته ووفاته
توفي النحَات الأردني وخبير الديكورات، نظام نديم نعمة، الذي صمَم مجسَماَ لـ ‘قبة الصَخرة المشرفة’، فوق أسطح عمارة بالعاصمة عمان، تقديرًا للأردن وتكريمًا لشهداء فلسطين ولمكانة القدس في قلوب الأردنيين والعرب والمسلمين.
عرفه أصدقاءه باسم “المعلم نظام” صاحب الخلق الطيب الكريم والايادي الذهبية في النحت وصنع الفنون في زوايا الاردن من قصور ومباني ومجسمات تذكره بعد وفاته.
وفي شارع الأمير محمد القديم بوسط العاصمة عمان، كان يمكث المعلم نظام، في محل يظهر لك عند دخولك انه مكان للإبداع والتميز، يسكنه الهدوء والالهام للتميز، وحينها تسمع النصيحة والكلام الطيب.
وعن مجسم قبة الصخرة الذي قدمه كهدية الى بلدية الكرك في نهاية العام 2017، وخلال اعتراف ترمب الأرعن بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، حيث يشكل المجسم الثُماني الذي صممه نعمة على دائرة قطرها 5 أمتار، صورة مطابقة للقبة الحقيقية، فمن يقف أمامه يشعر وكأنه يناظر المَعلَم الإسلامي الأبرز في تاريخ المسلمين.
وفي تصريحات صحفية سابقة مع النحَات نظام نعمة، للوقوف على تفاصيل عملية إنشاء المجسَم، والهدف من إنشائه، والمدة التي استغرقها، والمواد المستخدمة فيه، بالإضافة إلى الأساس الذي اعتمده في مقاساته.
المعلم نظام نعمة قال واصفا المجسم: “بدأت في إنشاء المجسم في عام 2012، واستغرق 18 شهرًا من العمل المتواصل، ويصل وزنه 6 أطنان، وأبعاده هي الشكل الثماني ضمن دائرة قطرها 5 أمتار، وبارتفاع 3.80 مترًا’.
واضاف ان ‘التشكيل الأولي بجسور حديدية وأنابيب معدنية، ومن ثم تم تركيب ألواح أسمنتية بورد مقاومة للرطوبة، وبعد تشكيل الوضع الهندسي النهائي بدأت عملية الكساء الخارجي المكون من الرخام والأسفلت والفسيفساء على الجدران الثمانية والنوافذ”.
وبين نعمة “على الجدران جزء من سورة ياسين، وتحت القبة جزء من سورة الإسراء، وهو مطابق للأصل، وعملت على مقياس هندسي من واحد إلى عشرة، يعني أي قياس هنا يضرب بعشرة على الواقع، والعمل مقاوم لكل العوامل الجوية’.
وقال المعلم “صممت المجسم بحيث يكون محمولاً عبر الرافعة في أي لحظة، وقابل للنقل لأي مكان، وبالنسبة للقبة فهي عبارة عن نحاس صافي، وتتكون من 1280 قطعة، تم قصها بشكل يدوي بأبعاد (8×11 سم)، وتتناقص للصفر عند مركز القبة، والهلال أيضاً هو نحاس صافي مسكوب”.
وعن تكلفة المجسم أوضح نعمة في التصريحات السابقة ‘إن التكلفة وصلت 24 ألف دينار أردني (33 ألف دولار أمريكي)، وجميع المواد المستخدمة في المجسم هي من الأردن وتحديدا فوق أسطح عمارة قديمة في شارع الأمير محمد’.
وأكد المرحوم نعمة في رده عن سبب إنشاء مجسم لهذا المعلم الإسلامي؛ وهو مسيحي الديانة ‘
وقال “ليس عندي فرق في الديانتين إطلاقاً، فأنا يشرفني أن أكون مسلمًا، ويشرفني أن أكون مسيحيًا، لأنني تربيت على هذا الشيء، فنحن شعب واحد ويجب أن تكون بيننا قيم التسامح والرحمة والمودة والاحترام، وما عندي فارق حتى بين أردني وفلسطيني وسوري’.
وأشار نعمة إلى أن ‘فكرة العمل جاءت لأنني أحببت أن أهدي عمان او محافظات الاردن هدية مجانية، يكون من خلالها تمجيد وتكريم لقبة الصخرة المشرفة الأصل، وإرسال تحية من الاردن للقدس، وتحية كبيرة لأرواح الشهداء الذين ناضلوا من أجل فلسطين والحق المغتصب’.
حيث انتظر نظام نعمة طويلا رد الجهات الرسمية مخاطباته، لاختيار المكان المناسب ليتم وضع المجسم فيه كهدية منه دون أي مقابل.
يذكر ان قبة الصخرة هي أحد أهم المعالم الإسلامية في فلسطين، أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وتم تشييدها بين عامي 66 هـ/685 م، و72 هـ/691 م.
رحل المعلم نظام الذي ترك بصمات واضحة لتصاميمه وأعماله الفنية في العاصمة عمان وفي محافظات الاردن ومنها نسر دابوق الذي قدمه هدية لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وكما وعمل زخارف لفنادق مشهورة في العاصمة عمان وايضا بالقصور الملكية.
وعن سبب الوفاة الذي أكده عدد من رواد مواقع التوصل بسبب جلطة دماغية بعد سماعة تصريحات من رئيس بلدية ادعى انه دفع تكاليف مجسم قبة الصخرة 75 الف دينار أردني والذي تسبب بوفاة المعلم نظام – رحمة الله، الذي قدم مجسم القبة بشكل مجاني وجميع تكاليفه من مالة الخاص.