الخدمة الطبية والقسم بالخاص عن العام ... بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
في احد الأيام كنت اجلس مع أصدقائي في جلسة انتقادات يتخللها بعض اللت والعجن بالكلام ، أحد الاصدقاء أخبرني أنه راجع أحد المستشفيات الخاصة من أجل رضوض او كدمات تعرضت لها قدمه المرتطمة بطاولة داخل منزله ، ويتابع صديقي قصته بعد أن دخل بوابة طوارئ المستشفى الخاص ،ويقول شاهدت فصيل عسكري تمريضي يستعد لإستقبالي إستقبال الأبطال، وعلى الفور بدؤا بعمل فحوصات كاملة للدم والبول وحتى أنني أعتقد أنهم سوف يفحصوني فحص الحمل والباصور ، وكذلك صور أشعة للرأس والجسد ، وصور تلفزيونية لبطني وصاروا يسألونني عن الرحم وعدم وجوده ببطني ، ثم اتصلوا مع اطباء مستشارين وأحضروا أحدهم من منزله والذي بدوره قام بالتأكيد على عمل هذه الفحوصات وطلب أن يتم إرسال النتائج له على الواتس أب حال انتهاءها ليمحصها .
وبالنتيجة وبعد عمل كل هذه الفحوصات تبين أن قدمي المسخمطة قد تعرضت لكدمة بسيطة يكفي علاجها الرباط الطبى او المشد أو الباندج .
وبعد انتهائي من الفحوصات زارتني ممرضة ،،مزة ،،،تتكلم بلهجة لبنانية واكتشفت إنها من إحدى قرى المحافظات الجنوبية بلبنان ، و أشعرتني بأنها سوف تعمل على إنشاء علاقة عاطفية رومانسية معها مستقبلا ،واقترحت علي ،،،هذه المزه،،، أن أنام الليلة في المستشفى للمراقبة و العناية ، ولولا أنها أيام رمضانية وأنني متزوج لوافقت على هذه الليلة.
كل هذا كان رائعا إلى أن رغبت بالخروج حيث قاموا بإحضار الفاتورة التي وصلت إلى مبلغ 7650 دينار مفصلة على النحوا التالي، زيارة الطبيب((( زيارة وحيدة لم تتجاوز الدقيقة الواحدة بمتابعاتة على الواتس أب ))))مبلغ 1500دينار أردني، والباقي عبارة عن تصاوير ليس لها داعي وعندها صارت لدي الرغبة القوية بتكسير قدمي واستخدام عصا للتعكز عليها ،وفشخ رأسي لقلة عقلي بمراجعتي لهذا المستشفى ، عندها تذكرت مراجعاتي للحجة بخيته القيسي التي كانت تمرج وتجبر كل الكسور وتخسر لك بمحبة بكل ما تملك من أصول ضيافتها علاوة على انها تمطرك بأجمل الدعوات التي تشعرك بأن الله سوف يجيب دعواتها .
وبينما نحن نضحك على ردة فعل صديقنا وتعليقاتة على وصف نفسه بالغباء المستفحل على ما جرى معه ، تحدث صديق آخر وطلب مننا أن نسمع قصته مع إبنه الذي تزحلق على الدرج ووقع من حوالي عشرين درجة ،وأن الدم صار يخرج شلالا من رأسه وبعضا من أسنانه قد تحطمت ، إضافة إلى كسر بالحوض الذي يتصل مع الفخذة اليمنى، وكان في حالة شبه إغماء وفقدان للوعي، ويتابع صديقنا كيف وصل الى المستشفى الحكومي الذي لم يجد فيه شخصا يساعده بحمل إبنه او حتى وجود كرسي مرضى، ويتابع صديقنا قصته ويقول لقد طلبوا مني وضعه على السرير ،وكان صراخ ابني من الألم قد ازعج الأطباء في غرفهم والممرضات باستخدامهم لهواتفهم مما جعلهم يستعجلن الطبيب الذي حضر بعد نصف ساعة وطلب عمل فحص للحراره والضغط وصورة للحوض، ولكن هيهات أن نعرف متى سوف تبدأ هذه الإجراءات ، وفعلا بعد مرور حوالي نصف ساعة أخرى لرؤيته للصور وونتيجة الضغط والحرارة. قرر الطبيب اعطائه حبتين ريفانين وأن يستريح بالمنزل باجازه 48 ساعة ولا يخرج من المنزل ، وكان الله بالسر عليما . ثم استطرد صاحبنا حديثه عن إبنه الذي لم يهدأ صراخه من قوة الألم مما جعله باليوم التالي يذهب إلى طبيب بنفس المستشفى ولكن من اقرباءه الذي اكتشف وجود كسر بالحوض عند إبني واجرى له عملية كبرى ، والحمدلله على سلامته وسلامتكم.