حدادين يُكذبهم ويرد: التشهير أم راحة الضمير
بقلم : أ.د.منذر حدادين* أطل علينا كاتب فضل أن يعوم في المياه الآسنة فتناول بالسوء سمعة رؤساء حكومات ووزراء سابقين وربما ما زالوا يعملون، وتناول صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي وقدخ في سمعة شركة بوليفارد العبدلي وهو إذ يعوم في المياه الآسنة تولاه الشطط وارتكب بل وركبه الغلط. ولست بصدد الرد عن أناس رسميين شرفاء، لكني معني برد الصاع الذي دفقه الكاتب في وجه شركة البوليفارد التي تشرفت برئاسة مجلس إدارتها مرتين، الأولى 2012-2015 والثانية منذ شهر شباط 2019 وما أزال. أشرفت في فترتي الأولى على استئناف بناء منشآته وإتمامها، واستدعيت في الثانية لإدارة مآزق دخلت فيها الشركة وما زالت لتاريخه. والمآزق ليست بفريدة إذ مرت على شركات كثيرة نجحت في تجاوزها وستنجح بالمثل شركة بوليفارد العبدلي. وأفضل دائماً العوم في المياه الصافية فهي على درجة عالية من الشفافية والوضوح، وأتجنب الاقتراب من المياه الآسنة لما فيها من مسببات المرض، ولما للعائم فيها من سوء الغرض، وأقول للكاتب الذي رمى مشروع البوليفارد بفساد إداري وأخلاقي ما قاله شاعر العرب دون منازع في قصيدته التي مطلعها: لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ أقفرتِ أنتِ وهن فيك أواهلُ وما يتلو المطلع يحمل جواب البوليفارد على ما تفوه به الكاتب، وعليه البحث عما يتلو المطلع ليجد الجواب. وشركة البوليفارد هذه مليئة ولها من الموجودات ما يفوق التزاماتها مرات، وغير صحيح ما نشره الكاتب من ترهات تدعي أن خسائر المشروع بلغت 800 مليون دينار فلو كان الادعاء صحيحاً لكانت تصفية الشركة وجوبية. فخسائر كتلك لو تحققت في غير خيال الكاتب تناهز ضعف رأسمالها!! وهذا يبرهن على أن خصوبة خيال الكاتب مستمدةٌ من الدِّمَن. ويحذرنا الحديث الشريف "إياكم وخضراء الدمن". أما ما يبعث على الفكاهة حقاً فهو ما يدعيه الكاتب من حرص على أراضي القوات المسلحة يفوق حرصها على موجوداتها! وهذا لعمري شطط بحاجة إلى خطط تعيد الكاتب إلى رشده الذي هجره منذ مدة. فقد تشرفت برئاسة مؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها (مؤسسة موارد) ودققت في سجلاتها لأجد أن أرض معسكر العبدلي هي أرض مسجلة باسم حزينة المملكة الأردنية الهاشمية مخصصة لاستعمال القوات المسلحة، وأنها انتقلت ملكيتها لمؤسسة موارد بتنسيب مشترك من رئيس هيئة الأركان ووزير المالية، كما أن تقييم قيمتها قد تم أصولياً من قبل لجنة من دائرة الأراضي والمساحة عام 2003 قبل فورة أسعار الأراضي ووافق على التقيم الجهات الرسمية المختصة. ويهرف الكاتب بما لا يعرف. فهو يقول إن الشيخ بهاء الدين الحريري، وهو الأبن الأكبر للفقيد الكبير دولة رفيق الحريري، هو رئيس وزراء لبنان صاحب شركة سعودي أوجيه التي قامت ببناء مشروع البوليفارد، وصحيح أن الشركة المذكورة قامت وعن طريق مقاولين من الباطن ببناء المشروع، وغير صحيح أن صاحبها هو الشيخ بهاء الدين الحريري الذي دفع من حر ماله زهاء 200 مليون دينار للاستثمار في مشروع العبدلي ومشروع البوليفارد وشارك في الاستدانة من البنوك لأعمار العبدلي، حاملاً هم والده الشهيد الذي جعل تطوير العبدلي هدفاً سامياً له. وغير صحيح أن هذا الشيخ الجواد، بهاء الدين الحريري، هو رئيس وزراء لبنان أو أنه كان كذلك في السابق. والعشق الطائش لحديث الفساد هو الفساد بعينه. والتشهير بجوهرة مشاريع العاصمة، وأعني مشروع البوليفارد، وبأبناء البلد المخلصين من وزراء ورؤساء وزارات دون دليل هو مدعاة إلى وخز الضميرالحي، وتكمن راحة الضمير في تبيان الحقيقة والدفاع عنها وفي خدمة الوطن والتضحية من أجله، فقد سبقنا إلى ذلك الشرف أقرباء وأنسباء وأصدقاء وأوفياء "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا." والكاتب ليس بغريب عن شخوص إدارة البوليفارد، وآثر رغم ذلك أن يعوم في الماء الآسن على استقاء المعلومة الصافية، سامحه الله ولا سامح المصممين على الفت في عضد الوطن فلا أظنه منهم، لكن ما ينشره من ترهات تضعه في صفوفهم. أشكوه لما تبقى عنده من ضمير، وأترحم على روح الشنفرى، صاحب لامية العرب القائل فيها: فأغضى وأغضت واتسى واتست به مراميل عزاها وعزته مرمل شكا وشكت ثم ارعوى بعد وارعوت وللصبرُ إن لم ينفعِ الشكوُ أجملُ وسيقوم مشروع تطوير العبدلي وكذا باقي مشروعاته بما فيها البوليفارد بالتقدم والازدهار والزهو، وسيبرهن على أنه جوهرة عمان الثمينة، وسيرتاح كافة المستثمرين فيه بمن فيهم شركاؤنا في المشروع وفي جزئياته. نشكرهم جميعاً ونفاخر بهم وبجهودهم. * رئيس مجلس الإدارة/شركة بوليفارد العبدلي