ساره عاشقة "الماندالا" تشحن "همتها" بنشر البهجة والأمل

سطرت الشابة العشرينية سارة غرايبة، من أصحاب الهِمم، سلسلة نجاحات إبداعية في عالم الرسم "الماندالا” والفن الكاريكاتوري مكناها لان تحصد جوائز أردنية وعالمية. ولدت سارة في "عروس الشمال” مع توأمها في أسرة تتفيأ ظلال التماسك، كان مناخها مزيجا من المساندة والتحفيز لتبدأ تخط رسوماتها وتحلق بها متناسية أنها تتأرجح على كرسي متحرك لازمها منذ طفولتها بسبب إصابتها بمرض هشاشة في العِظام، إلا أن الهشاشة لم تمسَّ إرادتها الحديدية. وجدت سارة نفسها تلهث وراء الرّسم "الماندالا” والفن الكاريكاتوري ووضعت بصمتها عليهما وعبّرت عن نفسها لتحقيق الرضا عن ذاتها وحتى تكون قصة نجاح يحتذى بها أشخاص من ذوي الإعاقة. من جيلها الشبابي. مهارتها الإبداعية في رسم "الماندالا” بفترة وجيزة رغم أنَّ هذا النوع من الرّسم يحمل تكنيكا خاصا، عن طريق رسم دائرة وترسم حولها مجموعة من دوائر بداخلها زخارف متكررة ومتساوية إلى حد ما، مكنها لان تبدع وتجد خطوطها الخاصة. حولت سارة بطريقتها الخاصة تلك الدوائر الى لوحة فنية تحمل بصمتها، وتخرج ما بداخلها وتسير بإحساسها الدقيق نحو عالم ما وراء الطبيعة "الميتافيزيقيا ". وأحيانا تسافر مع نقوشها الى قصر المسجد الأموي الدمشقي وقصر الحمراء الأندلسي، وفق قولها. وفكرتها، كما اشارت سارة الى "ان الرسام يتعمق في دائرته كلما وصل إلى تركيز وهدوء داخلي عميق، حتى أنه يشعر بجاذبية قوية بين الرسام ودائرته، تجذب عينيه وقلبه وفكره وتركيزه ويدخل البهجة وينثر الأمل”. تحلم أن تشارك بهذه التقنية الابداعية الدقيقة المبنية على التأمل "الماندالا”، في مسابقات عربية أو دولية ، وبخاصة بعد حصولها العام الماضي عن فئة الرسم الكاريكاتوري عن رسمتها "صبارتي” بتنظيم من صندوق الأمم المتحدة للسكان حول الأمومة، فاحتلت سارة المركز الأول، حسب قولها انها "استخدمت أشكالا هندسية أخّاذة لتصور في لوحتها شجرة صبّار في وسطها جنين محاط بالزهور”. "اخترت الصبار كونها تشبه أمي فهي امرأه قوية وجميلة وبتعطي طاقة ايجابية للجميع”، حسب قول ساره في اشارة منها "لتخليد دور الأم التي تصقل بيدها شخصية الإنسان أو تهدمه”. وتستذكر سارة تحديات واجهتها منذ نعومة أظافرها، فلم يكُن حضورها اللافت في طليعة المتفوّقين إلا نتاجا لِما تعرّضت له من المصاعب بداية من الكسور التي كانت تتداعى على يديها وقدميها نتيجة أقل سقوط ممكن على الأرض في سن الثالثة من عمرها، غير أنها تجاوزت هذه الازمة المرضية بدعم واهتمام حثيث من والديها. درست في مدرسة حكومية في قرية من قرى إربد، تفتقر مرافقها إلى مقوّمات البِنية التحتية اللازمة لتفاعل ذويّ الاحتياجات الخاصة، كما أن الرّعاية لم تكن لتنصبّ عليها إلا بشحّ من قبل القليل من زملائها، وكان هذا من اصعب التحديات التي واجهتها. إلا أن رياح اليأس لم تعصف بساحتها، فهذا لم يثبط من عزيمتها يوما ولا من اهتمام أسرتها بضرورة تعليمها الأساسيّ، فكانت من روّاد المدرسة يوميا كأقرانها، فبرزت في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي” بمعدّلٍ كان سندًا لها في ربح تذكرة بجهدها لتخصص الإعلام – قسم العلاقات العامة في جامعة اليرموك. لم تتوقّف إنجازاتها عند هذا الحد، فعملت غرايبة لدى شركة بانيلو كمسؤولة عن قسم العلاقات العامة وهي الآن عضو في مبادرة (حقك تتعلم) لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في عجلون.. وتحلم ان تشجع أصحاب الهمم لانتهاج رسم "الماندالا العلاجي” على الورق أو الحجر، وكيف يخطون طريق حياتهم بخطوات قوية مدروسة نحو التفوق والإبداع الفني.