نافذة عبد الكريم الكباريتي
خالد أبو الخير …
أينما سما الفكر وحلق المدى طليقاً، تجده، وإن ضن بالتصريح أو التلميح، قليلا. زاخر الرؤى، رهيف الحس، حصيف الرأي وسديده، ما انفك حضوره في أي محفل، يثري الحضور.. حضورا.
ومن شيمه، أنه لا يعير بالا للذين تسلقوا صعوداً، أو تساقطوا سهولا، حسبه أنه وضع للقادمين توقعاً، قراءة وهدياً.. وترتيلا.
وكلما تقدمت السنون، يزداد طيبه.. طيبا، فالرئيس الذي نحب، ترك بصماته في الشأن العام عرضاً وطولا.. لم يبخل على الناس بعصارة فكره ورؤاه ، بل أفاض ورسم شيفرته، لمن اجتهد وفكها، لتكون للعارفين دليلا.
ضنين الحديث عن نفسه، منهمك حد النخاع بهموم وطنه وأمته، يترك للباحثين نزرا هنا، وإرثا هناك، وفي كل مسلك قنديلا…
.. من نافذة مكتبه في العبدلي يطل المدى؛ مدى رحيبا، وما تعتق في اللويبدة، وما يخوض فيه الناس، ومغيب شمس وهمس، وزهر لوز ، إذا ما أقبل الربيع.. جميلا.
من تلك النافذة القريبة من نبض الناس، يرقب التغيرات ويقرأها بفهم العارف وحكمة الرائي وتوقد الاستراتيجي الذي يدرك أن التقاط التغيرات؛ توجد للحائرين سبيلا.
إن عرجتُ على نافذة لم تزل مشرعة في بلادي، للخير والأمل والرؤى والتحديث، فحسبي أن يغفر لي صاحبها، ما جاش في قلبي العليل.. فما عاد عليلا.