العمرو يكتب:النقابة والحكومة لا تغلقوا باب الحوار


أنباء الوطن -

بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو بعد ثلاثة اسابيع من اضراب المعلمين للمطالبة بعلاوة الـ50% والاعتذار فان تليين المواقف مطلوب وهو ظاهرة صحية ويدلل على المرونة والقدرة على المناورة، ثلاثة اسابيع تكفي بحد ذاتها لايصال رسالة واضحة لمؤسسات الدولة بان نقابة المعلمين قادرة على المطالبة بحقوق منتسبيها،يطوقها رصيد شعبي قوي ومتحمس ومتفهم لدوافع المعلمين بعكس قراءات المراكز الاستراتيجية الخادعة، وهم يطالبون بابسط حقوقهم المشروعة لتحقيق العدالة الاجتماعية. وعلى قاعدة رابح رابح ندعو جميع الاطراف للجلوس الى طاولة الحوار دون شروط مسبقة لخلق بيئة حوار ايجابية وناضجة تؤدي الى حلول يقبلها المعلم وتحقق الحد المقبول من المطالب، وعليه يصبح من الواجب والضروري التحلي بالشجاعة الموضوعية للتعاطي مع هذه الازمة بروح المسؤولية. كما يعتبر من الواجب مكافأة الناس على تضامنهم مع المعلم ان تقوم النقابة بتقديم تنازلات حتى تلتقي مع الحكومة في منتصف الطريق لوضع الحلول وطرح كل القضايا التي، لا تؤرق المعلم وحده بل تؤرق المجتمع بكل تفاصيله وعلى الحكومة الالتزام التام بمخرجات اي حوار او نقاط التقاء والبناء عليها بما يكفل جسر الهوة العميقة التي احدثتها الاسابيع الثلاثة الماضية، وما سبقها من أحداث مؤلمة بفقدنا جميعا المرحوم نقيب المعلمين الدكتور احمد الحجايا، وما تعرض له المعلم من اساءات نتجت عن اجتهادات فردية كان من الواجب محاسبة من ارتكبها سواء بالامر أو بالتنفيذ. في الحالة الوطنية المغالبة تعني خسارة جميع الاطراف لان الوطن يخسر وتضيع الفرص على الجيل دون ذنب وهم ايضا ابناء الطبقة المسحوقة التي تئن من الالم وفقد العدالة الاجتماعية ولكن لن يكون المعلم بأنانية الطبقة المتسلطة المؤذية لقيمنا الاجتماعية وللوطن. نوجه هذا الخطاب لهؤلاء الشجعان الذين دافعوا عن كرامة المعلم وكبريائه بوجه غطرسة النخبة لاننا نحن وقود هذا الوطن ومستودع ذخيرته اذا ما ادلهمت الخطوب ونادى المنادي حيا على الوطن. ان حراككم الهمنا جميعا معنى الدفاع عن الحقوق وكيفية الثبات على المبدأ ولكن هناك ضرورات فلا بد من التضحية وإبداء اللين حتى لا يكون المعلم السلم الذي يرتقي عليه المنافقين والافاكين والمخادعين الذين رأيناهم فاقدي الحجة مطأطأة رؤوسهم بظلمهم للمعلم. حمى الله الوطن وقائده وشعبه وحمى المعلم البطل الذي يكافح من أجل لقمة عيشه. *استاذ العلوم السياسية جامعة البترا *ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري *كاتب في الشأن الملحي والاقليمي