نقيب المقاولين العراقيين ووزير الأشغال يحرجان نقيب المقاولين ويكشفان حقيقة الوهم الذي روجه اليعقوب


أنباء الوطن -

وسقط السيناريو غير المحبوك بعد غياب القرار النهائي عن لقاء نقيب المقاولين الذي دعا على عجل وربما من باب الفزعة لبعض الجهات ذات العلاقة بحضور اللقاء والجلسة الخاصة التي انقلب بها السحر على الساحر وسقط القناع عن القناع ، فظهرت نقابة المقاولين على حقيقتها والتي تبين أنها مجرد تصريحات على شكل تنظير وأقوال بلا أفعال وبشهادة الأطراف التي دعت إليها نقابة المقاولين ،حيث اعترفت تلك الجهات بأن أي شركة أردنية لم تتقدم حتى الآن في مشاريع إعادة الإعمار في العراق ، الأمر الذي كان صاعقا ومزلزلا أمام الحضور الذين اكتشفوا أن ادعاءات نقابة المقاولين ومؤتمراتها وتصريحات نقيبها وورش العمل التي تقيمها مجرد سحب أفلام ليس أكثر وهدفها وعود أكثر منها حقائق ووقائع، وهذا ما دفع وزير الأشغال العامة فلاح العموش الذي رمى الكرة ليس في ملعب النقيب بل في مرماه حينما خرج عن صمته وبلغة واقعية بعيدة عن العواطف وإبر التخدير وهو يقول انني عقدت وشاركت في أكثر من عشر لقاءات يغلب عليها التكرار وربما إعادة ما كان يطرح في السابق، مطالبا نقابة المقاولين وبطريقة مؤدبة بضرورة اعتماد استراتيجيات وخطط ورؤى لتصدير المقاولات ، مؤكدا بالوقت ذاته أن الوزارة كشفت عن عيوب كبيرة في هذا الملف ، حيث طالبت بضرورة عمل دراسة اكتوارية علمية ومتكاملة عن السوق العراقي وقوانين ذات علاقة لتكون نبراس وشعلة لمن يريد من المقاولين والمستشارين أن يدخل إلى السوق العراقي الذي بات مبهما وغامضا في وقت أصبح به الزمن هو عاملا مهما وضروريا ، حيث أننا وللأسف قد وصلنا متأخرين في زمن طارت الطيور بأرزاقها ، حيث الشركات الصينية والتركية والايطالية تتصدر المشهد وتحصل على الكعكة الكبيرة وفي ما زلنا نحن نعقد الورش والمعارض والمؤتمرات ودون أن نسمع سوى جعجة بدون طحن ، فالحكومة داعمة بالمطلق لكل خطوة هدفها اختراق الأسواق الخارجية ووفرت وقدمت ما عليها من التزامات وتساهم كل يوم في تعزيز المناخ السياسي والتعاوني مع الحكومة العراقية إلا أن نقابة المقاولين وللأسف لم تقدم أي شيء على أرض الواقع فكله سراب ووهم شبيه بالسراب في الصحراء.

هذا الكلام بمضمونه أحرج النقيب كثيرا ومما زاد “الطين بلة” وسبب الإحراج للنقيب هو ما ذكره نقيب المقاولين العراقيين ورئيس اتحاد المقاولين العرب الذي بدأت غيرته وحماسه باتجاه الجانب الأردني ، حيث قال كلاما غزليا عاطفيا كبيرا عن الأردن ومقاوليه ولكن وللأسف الشديد اعترف بالحقيقة عندما قال بأنه لم تتقدم حتى الآن أي شركة أردنية في مشاريع إعادة الإعمار وعطاءاتها التي طرحتها الحكومة العراقية مؤخرا، مما كان الأمر صادما وصاعقا على أكثر من مستوى فقد تعرت النقابة التي تبين أنها لا تمتلك الامكانات الفنية والخبرات ولا حتى الرؤية والخطة الاستراتيجية ، فلا ائتلافات ولا دراسات ولا حتى تشبيكات أو تفاهمات، في وقت تتسابق به الشركات العملاقة العالمية من مختلف الجنسيات للدخول إلى العراق للمشاركة في حفلة عطاءات إعادة الإعمار..

ويبقى السؤال مشرعا ومشروعا ومفتوحا على كل الاتجاهات في هذا الوقت تحديدا ، حيث نتساءل عن دور نقابة المقاولين ونقيبها الذي غاب عنهما الحسم واتخاذ القرار المناسب بدلا من عقد اللقاءات والمؤتمرات والمعارض التي تبين أنها مجرد “سواليف حصيدة” وقصص ألف ليلة وليلة، لا تسمن للمقاول ولا تغنيه ، ومهما تحدث النقيب أو أطلق التصريحات فإن الحقيقة المهمة التي يجب أن نقف أمامها وهي أن القطار قد فاتنا ، بل تجاوزنا في كل محطاته والطيور طارت بأرزاقها ، وما زال النقيب يتحدث عن تصدير المقاولات وتحقيق اختراق في السوق العراقي ، فهل من يقف أمام النقيب ويقول له لا تتحدث عن الأماني والأمينات ، بل كن واقعيا وتحدث كما تحدث نقيب المقاولين العراقي ووزير الأشغال العامة وآخرين من مقاولين لا يزالوا ينتظروا موعد العزومة الذي يبدو أنه تأخر كثيرا…