الى الحكومة التائهة.. ما هو الحل ؟
بقلم / الدكتور قاسم العمرو
كان بالامكان دون هذا العناء والمرمطة وشهر من الاضراب الاستجابة لمطالب المعلمين كاملة دون تأخير، والنظر ايضا الى أوضاع المتقاعدين القدامى ووضع حد أدنى للاجور والرواتب خمسمائة دينار.
اللعب اليوم عالمكشوف وكل الاساليب التي استخدمتها الحكومة لشيطنة المعلمين بائت بالفشل ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ادخلتنا الحكومة ومن خلال بعض مستشاريها المستوزرين في الحيط، وزادت من تعقيد المشهد، فكسبت النقابة تأييداً شعبياً كبيراً نتيجة المراهقة الحكومية بتصرفاتها التي لا تنم عن حكمة بل عن عقلية عرفيه عفا عليها الزمن، فلم تعد الحكومة قادرة على استخدام اي اسلوب للضغط على النقابة لفك الاضراب الا باستخدام القوة حتى هذا الاسلوب سيدخلنا في متاهة معقدة ولا طائل منها ولن تدخل المعلم لغرفته الصفيه واذا دخلها مكسور الخاطر لن يقوم بواجبه.
كل حكومات الدنيا سبب وجودها هو حفظ هيبة الدولة والسهر لخدمة مصالح شعبها وليس قهرهم والتسلط عليهم واذلالهم في لقمة عيشهم.
الحكومة التائهة هي التي لا تملك قرارها وافعالها تناقض اقوالها ففي الوقت الذي تدعي فيه انها غير قادرة على تأمين 112 مليون على 12 شهر تقوم في نفس الفترة برفع رواتب الدبلوماسيين الاف الدنانير لكل دبلوماسي، طبعاً الكل عارف ابناء من هؤلاء وما هو اداؤهم، وكل يوم توزع المكاسب على الطبقة المخملية، هذه السلوكات ولدت حقد طبقي واضح نشاهده ونرصده في كل لحظة ردا على هذه السياسات الفاشلة في جميع القطاعات، وهذا الفشل يتحدث عنه خبراء اقتصاديين وسياسيين وعلى الاشهاد حتى ان الحكومة نفسها تعترف بذلك والدليل زيادة عجز الموازنة وارتفاع نسب البطالة وتراجع نسب النمو الاقتصادي، وتراجع ايرادات ضريبة الدخل التي كنا نظن ان قانونها سيسد عجز الموازنة، اضافة الى عزوف المستثمرين نتيجة هذه السياسات.
التفكير الاخير الذي تلوح به الحكومة هو استخدام القوة لاجبار المعلمين على فض الاضراب هل تعلم الحكومة ان موقف اولياء الامور اشد صلابة من موقف المعلم"فالحق ابلج" وخيوط اشعة الشمس لا تحجبها ظلمة قلوب الحالمين بمنصب، كما انوه الى موضوع مهم جدا هو ظهور فئة من الاشخاص يتظاهرون بغيرتهم ودفاعهم عن قرارات الحكومة أقول لهم الايام القادمة ستكشف مواقفكم في حال عدم توزيركم، قولوا الحق وانصحوا الحكومة ان تتخذ القرار الصائب وان تجلس وتحاور المعلمين وتسمع انينهم وشكواهم وتتفق معهم على الية منح العلاوة.
المعلم عندما يحصل على حقه فهو للوطن سند وذخر سيُعلم الاجيال معنى العدالة والانتماء ويعلمهم معنى الحوار فاستغلوا الفرصة حتى ياتي جيل مؤمن بالوطن بعيدا عن الاشاعة يدافع عن حقوقه ويتمسك بقيادته. ارجو من هذه الحكومة وان كنت فاقد الامل منها لتخبطها ان تعمل لتعزيز ثقة المواطن بتحقيق العدالة الاجتماعية.
حمى الله الوطن وقيادته وشعبه من كل سوء .