#اهداء الى صديقي ولي العهد #هل هم بهذا السوء؟؟؟
بقلم: اطراد المجالي
يقول روزفلت الرئيس الامريكي الشهير الاسبق: من قال أننا رؤساء الدول من يحكم دولنا، إن من يحكم الدول هم البيروقراط"، لقد تمعنت بهذه المقولة ليس بالاتجاه الاداري كما هي العادة ، بل من اتجاه اعلامي ورسم للصورة الذهنية لدى الغالبية في الوطن، بعد كل ما تنثره علينا وسائط الاعلام بكل اشكالها سواء المكتوبة او المقروءة او المسموعة وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي. الاسرة الحاكمة لدينا، اصحاب المقامات من المشايخ والتجار، الميسورون من الاردنيين، هل هم بهذا السوء؟ ، ام ان هناك دوائر لديهم تمثل سوءا يصبغ عليهم هالات عدم المبالاة والاكتراث والجشع وقلة الاحساس والتنصل من المسؤوليات والتقوقع والتفرد بعيدا عن الناس، حتى اصبحت الناس تراهم في واد وهم في واد اخر. قد يظل الحديث كلمات دون مثال، واليكم ما ادعم به رأيي: كنت موظفا من درجة مستوى الحاكمية في احدى هيئات التعليم الخاصة مديرا وعميدا بالوكالة اكثر من مره، ولأن جزءا من مهامي الحفاظ على رضى جموع الموظفين حملت ضغطا على اصحاب القرار بتعميم الخدمات التجارية وضرورة توزيعها على المساحة الكبيرة للهيئة وضرورة استفادة اكبر عدد من المجتمع المحلي والمستثمرين الصغارفيها، اذا كانت الهيئة قد رخصت لفترة طويلة لمستثمر واحد فقط لبيع كافة مستلزمات الطلبة، ووجدت الكثير من قوى الشد العكسي ولكن بقيت اضغط حتى كونت فريقا من زملائي للحديث الدائم عن اهمية توزيع الاماكن حفاظا على عدم اكتظاظ الطلبة في مكان واحد، المهم في الامر استخدمت جميع الطرق حتى التخوف الامني والعنفي من مشاجرات الطلبة لأصل الى نتيجة انفتاح الهيئة واستثمار ما يزيد عن ثمانين مستثمر صغير من المجتمع المحلي توزعت عليهم مساحة الهيئة قاموا بتوظيف لا يقل عن اربعمائة موظف من الشباب وبشكل اعتيادي اضفت التنافسية نوعية جيدة يتم تقديمها وتخفيفا للاسعار للطلبة. فاصبحت تلك الهيئة تعتمد على تلك الجزئية بالاستمار لتغطية العديد من مصاريفها واصبح يشعر المجتمع المحلي بانها تلتصق به ويشعر بها.
اعتدنا ان "نتنومس" بالحياة في الاردن قديما رجالات وقادة وطبيعة للبيئة المعاشة، وللانصاف لم نكن يوما في المدينة الفاضلة، فهناك من كان لهم امتيازات خاصة من الدولة برغم كل الدقة وقيم الاحترام للمال العام، ولكن كان من يشبع يساعد ولا ينفصل عن اهله ومجتمعه لا بالخدمة ولا باي شيء، فكان الناس يشعرون ويباركون لانهم يعتبرون الوزير لهم والنائب لهم والعين لهم والشيخ لهم والميسور لهم. ماذا لو فكر الاداريون في كل الهيئات التي يراسها بحكم الاهتمام ملك او امير او شيخ او مستثمر وبدلا من التقوقع والانفراد وخلق القهر الاجتماعي بالاستعراض لدى الناس وخدمة فئة قليلة جدا هم ابناؤهم وانسابهم من اقتراح توزيع الخدمات في تلك الهيئات لكي يحس بها الناس وتعميم الفائدة عملا ومشاركة وشعورا بالمسؤولية المجتمعية والوطنية. ولن انفي بالطبع البعض القليل الذي يفكر بهذا النمط ولكن هم قلة بالعدد والقوة وبالنجاح احيانا والا لفسد المجتمع بشكل مطلق.قد يكون الكبار لا يعلمون كيف تدار الامور، ويستغربون احيانا لما السخط الشعبي عليهم، فمن يحكم الهيئات الوطنية التي تتبع لهم هم في انفسهم مفصومين ووحيدين، ويحاولون ان تبقى مهماتهم في تنظيمهم الوظيفي غير الرسمي، فلا يجب ان يستغرب هؤلاء الكبار ان الشعب يراهم غريبين عنه وهم يحاولون التقرب منه، فهناك دوائر تدور بهم لن ترضى الا ان تبقى الفائدة في نظامهم الخاص وسيبقون يرسمون صورهم لنا كما يريدونها، وعندما ننزعج يهيلون علينا ادعاءات التخلف وعدم الفهم والرجعية والاجندات وغيرها. ويبقى السؤال الحائر، اهم بهذا السوء؟؟