قوى الشد العكسي .. بقلم الكابتن محمد الخشمان
بقلم الكابتن محمد الخشمان
اغلب دول العالم عادة ما تتعرض الى نكبات ونكسات وعمليات ارهابية وحوادث سير كبيرة يذهب ضحيتها العشرات مثال ذلك في نيوزلندا وامريكيا وفرنسا التي تعرضت لعمليات خطيره وكبيرة .
لم نجد شخصا واحدا او اعلاميا واحدا استبق الاحداث وبدا يطلق العنان لمخيلته بخلق تحليلات وتبريرات رغم حرية الاعلام هناك وانفتاحه ..
ولم نرى الشعب بات يتسابق لإطلاق الاشاعات وينتقص من قيمة بلده بل على العكس رأيناهم يستغلون الحادث لنقل صورة حضارية عن بلدانهم فهم يتعاطفون مع الضحايا ويستنكرون ثم يوقدون الشموع في مكان الحادث تعبيرا عن التعاطف والحزن ويتركون بعد ذلك كل شيء للدولة حتى يصل الجميع الى الحقيقة .
في الاردن الامر سلبي جدا فعند اي حدث يتم تصويرة على انه نهاية الدنيا وتضخيمه .. صرنا نرى ذلك في حوادث السير وفي مخالفات السيارات عند الامطار وعند اي حدث امني والغريب في الامر اننا لا ننتظر اي بيان رسمي فنبدأ كل يطلق بيانه على انفراد.
انا لا اعرف لماذا كل هذا الشد العكسي عندنا ولماذا نقوم بتضخيم الامور مهما كانت صغيرة واين تكمن قوى الشد العكسي التي تنشر وتدفع للنشر والتضخيم دون ادراك او اهتمام لاي تداعيات على الاردن في كافة المجالات سوآءا كان سياسيا او اقتصاديا او سياحيا او حتى رياضيا .
في حادث السير ننتقد الطريق ولا ينظر احد الى رعونة السائق ..عند مخالفة السير ننظر الى رقيب السير كمتهم ولا ننظر الى تجاوز السرعة المقررة حتى عن تشكيل الحكومات فإننا ننظر الى راتب الوزير او المسؤول ولا ننظر الى امكانياته واذا ما نجحت مؤسسة وجدنا من يريد ان يدمر سمعتها بلا ذمة ولا ضمير و اذا ما اتخذ قرار عارضناه دون ان نقرا ما هو القرار ..حتى صرنا نعترض على كل شيء دون ان نعلم ما هو الشيء الذي نعترض عليه .
واشعر بان الامر تحريض يقاد من جهات لا تريد لنا ان نرى نورا في اخر النفق بل هي تريد ان تردم النفق على من فيه وبات لزاما على الدولة ان تتعامل مع هذه الجهات .
يخطر في بالي سؤال من المستفيد من هذا الشد العكسي؟ فنحن كلما قطعنا خطوة للأمام نرى من يشدنا خطوات للخلف وكان هناك قوة خفيه هي من تمارس هذه العملية ولا احد يعلم اين تكمن او اين هي.
لا احد يريد ان يقتنع ان ما يحدث في بلادنا لا يساوي شيئا عما يحدث في الخارج وان الاردن بلد من الله عليه بأمنه وامانه ويحظى باحترام كبير كما ان قيادته تحظى باحترام كبير فلماذا يريد البعض ان يبقينا باخر الركب .
اكتب هذا الكلام وانا اتابع حادثة طعن السواح وعديد التحليلات ونشر الفيديوهات التي لا اعرف كيف تم تصويرها وبثها ولمصلحة من ..ومن الذي صور …ولماذا كل هذا التشهير بالأردن والمشكلة انه يأتي من الاردن.
واكتب هذا الكلام وانا اتابع بعض من ردود الفعل التي تريد ضرب الوحدة الوطنية وتدمير سمعة البلد امنيا واقتصاديا وسياحيا واجتماعيا فماذا استفاد الذي نشر وساهم بالنشر واعاد النشر غير انه بقصد او بدون قصد اضر بالوجهة السياحية والاقتصادية والامن والامان فماذا استفاد الذي باسم الوطنية يدس السم في العسل .
اعتذر ان اثقلت واطلت ولكني كلي اسف حين ارى شعوبا تستغل الاحداث القاسية لتنقل حضارة بلدها وتحميه وتنقل ثقافة شعب راقية وكيف تتعامل مع الاحداث القاسية بينما هنا لا اجد الا هدر كلام واستباق احداث ونشر بكثافة وكان الكل يبحث عن سبق دون ان يعلم ما يكتبه وما ينشره…افلا نستيقظ من هذه الغفله .
ارفقوا بالأردن فهو اخر الاشياء الجميلة التي بقيت وهو اول الورد واخر الياسمين . لنضيء شمعة خير من ان نبقى نلعن الظلام وتعالوا نكون سياجا يحمي الاردن وسيفا بتارا يقطع اليد التي تمتد عليه ..تعالوا نكون ادوات بناء ولا نكون معاول هدم فلندين ونشجب ونستكر ونطالب بالحساب ولكن لنمضي نبني …وطنا ونهدم قوى الشد العكسي.
• رئيس حزب الاتحاد الوطني