دهشة الجائزة !


أنباء الوطن -

 الدكتور يعقوب ناصر الدين

أحد تعريفات " الجائزة " في قواميس اللغة العربية أنها مقدار الماء الذي يجوز به المسافر من منهل إلى منهل، والمتميز كذلك هو من يظهر فضله على غيره، وهذه المعاني وغيرها تقودني للحديث عن جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي، التي تتولى أمورها جمعية تشرفت مؤخرا بالانضمام إلى مجلس أمنائها الموقر، برئاسة جلالة الملكة رانيا العبدالله.

لم أكن أعرف عن فلسفة وغايات وأهداف وآليات عمل الجمعية إلا القليل والمتعلق معظمه بالإعلان عن جائزة المعلم المتميز ، وجائزة المدير المتميز، وجائزة المرشد المتميز، عبر وسائل الإعلام، والتي تمنحها جمعية الجائزة للمتميزين التربويين في قطاع التعليم الحكومي، منذ إنشائها عام 2005 محققة بذلك نوعا من الحيوية المستمرة على مدار العام، ضمن آليات عمل، ومراحل متعددة لتقييم المترشحين لتلك الجوائز، من تقييم كتاب، ومقابلات ميدانية وشخصية، وصولا إلى التقديرات النهائية لمراحل التقييم جميعها.

في المرحلة النهائية تلتقي لجان متخصصة كل على حده برئاسة أحد أعضاء مجلس الأمناء يخضع أثناءها المرشح أو المرشحة لاختبار دقيق في لحظة حاسمة، تكون فيها اللجنة والمرشح أمام الاختبار الأكبر الذي يفرضه ضمير الجائزة ومصداقيتها، بعيدا عن أي انحياز أو مجاملة، أو أهواء شخصية، فالجائزة مثبتة بركائز الحوكمة، من حيث النزاهة والشفافية والدقة في تطبيق المعايير المعمول بها على المستوى الدولي، وتبرز التشاركية بجلاء عندما تظهر اختلافات ولو بسيطة في التقييم، وذلك عن طريق إشراك خبراء من خارج اللجنة لحسم القرار النهائي!

أتحدث هنا عن جائزة المعلم المتميز، وعن الدهشة التي أصابتني وأنا أكتشف المرتبة العالية من التأهيل التربوي الذي تحقق من خلال الجائزة، ومدى الجدية التي أظهرها المترشحون من معلمي ومعلمات المدارس الحكومية من أنحاء المملكة، يتنافسون على جائزة من ثلاث مراتب ولكنهم يشعرون بالفوز بما حققوه على المستوى الشخصي من مهارات ما كان لها أن تتحقق لولا دخولهم في عمليات وآليات ومراحل الجائزة، التي توفر لهم فرصا للتنمية المهنية النوعية وتساعدهم على تبويب وتنظيم وتوثيق أعمالهم حسب معايير التميز، ومعرفة نقاط القوة ومجالات تحسين الأداء.