الأردن يرد على الليكود: تذكير الإسرائيلي بـ”الكرامة واللطرون” وأقلام مأجورة تمولها الصهيونية

قد يكون رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز ليس فقط بحكم موقعه الرفيع في هرم الدولة الأردنية، ولكن بحكم تراثه الشخصي والمألوف عنه أكثر السياسيين المحليين والمسؤولين انضباطا في الموقف والكلمة والتزاما تماما بجملة المرجع الملكي.
عليه، صعب جدا تجاهل ما يقوله في مسالة سياسية صعبة ومعقدة شخص بمواصفات الرئيس الفايز في ظرف حساس.
بمعنى آخر في الشكل والمضمون والمنطوق والعبارة لا ينطق فيصل الفايز عن الهوى بقدر ما يعكس مؤشرات موقف واتجاه مؤسسة القصر.
هنا أجبر خطاب الرجل مساء الأربعاء في مدينة الزرقاء تحديدا باعتبارها العنوان الأبرز للوحدة الوطنية في المكونات الاجتماعية الأردنية، جميع المراقبين على التوقف والتأمل وهو يرد بما يمكن وصفه “أخشن” عبارة أردنية سياسية تصدر عن مسؤول في موقعه، وترد على حملة اليمين الاسرائيلي ضد الملك عبد الله الثاني شخصيا وضد الاردن، وسط جمهور من أبناء الزرقاء، وهي مدينة الكثافة السكانية للمكون الفلسطيني في المجتمع الأردني بعد العاصمة عمان.
قرر الفايز توجيه رسالة خشنة تظهر سياسيا منسوب الانزعاج الاردني من تحرشات الليكود الاسرائيلي.
رد الفايز على التراث الإعلامي اليميني الإسرائيلي الذي تحرش بالمملكة والملك مؤخرا بصورة مباشرة، واتهم أقلاما مأجورة ترتمي في حضن مشروع الأمن الصهيوني وأجهزته بمحاولة خلق البلبلة في الحمى الهاشمي العربي.
في مداخلته المنقولة، لجأ الرئيس الفايز ولأول مرة إلى تذكير الإسرائيليين بمعركتي باب اللطرون والكرامة باعتبارهما من دلالات الصمود العسكري الأردني.
هذا التلويح النادر ينسجم مع المسطرة السياسية التي صدرت فيها إشارات ماثلة عن الملك عبد الله الثاني شخصيا، وفي مدينة الزرقاء نفسها عندما سخر في جملة شهيرة من الحديث عن الوطن البديل في بلاده قائلا: “نحن في الاردن دولة.. لدينا موقف.. ولدينا الجيش العربي”.
وتحدث الفايز عن “أقلام مأجورة وخبيثة تطل علينا اليوم، وهي التي تعودت أن ترتمي بأحضان من يدفع أكثر، ولاؤها الثابت للدوائر الأمنية الصهيونية، حيث تطل علينا بتحليلات مليئة بالحقد والكراهية، ضد الأردن وقيادتنا السياسية.. تحليلات تتماهى مع الأفكار الصهيونية، وأفكار من يروجون لها ولصفقة القرن، هدفها المس بوحدتنا الوطنية، وزرع الفتنة بين مكوناتنا الاجتماعية”.
وكان الاسبوع الماضي قد شهد هجوما حادا من منابر اعلامية تتبع اليمين الاسرائيلي على القيادة الأردنية وتهديدات.
واعتبر المحلل السياسي البارز عدنان أبو عودة في تعليق لـ”القدس العربي” بأن اليمين الإسرائيلي يلجأ للتصعيد ضد المملكة اليوم لعدة أسباب أهمها الإصرار على عدم تمديد تأجير أراضي الباقورة والغمر.
وبرأي أبوعودة، كان اليمين الاسرائيلي يراهن على تمديد إيجار هذه الأرض لأغراض انتخابية لكن موقف الأردن أفشل الرهان.
وكان الفايز قد انتقد ما أسماه بتلك بتحليلات مزعومة ومسمومة يتم ترويجها تحت مسمى (تقول مصادر، وذكرت صحف، وأشار كتاب، ويرى محللون)، إذ تدعي ان هناك انفصالاً بيننا وبين قيادتنا السياسية، وأن نظامنا الهاشمي تحميه “إسرائيل”، وأن هذا الكيان الصهيوني لن يسمح بوقوع الفوضى في الأردن.
ولفت إلى أن تلك التحليلات المسمومة والأقلام الحاقدة تناقض نفسها حينما تقول مرة أخرى، ان إسرائيل لا تحمي إلا مصالحها، وأن مصلحتها الآن إسقاط النظام الأردني، الذي يحول دون تمدد إسرائيل، ولا يسمح بترحيل الفلسطينيين إلى الأردن، حيث يستمر هؤلاء بتكرير نشر الروايات الصهيونية، التي توحي بأن الأردن دولة ضعيفة، تحركها إسرائيل وأتباعها كما يريدون.