د. بسام روبين يكتب… هل تشكل ليبيا ارضيه لتقارب تركي مصري ؟؟؟


أنباء الوطن -

إن المشهد الليبي قاتم وقرار المشاركه بالحرب ليس امر سهلا وانما يسبقه تحضيرات ودراسات وكولسات كثيره وما ان تدخلت تركيا بالقضيه الليبيه حتى بدأت تظهر ملامح مرحله جديده مشيرة لتفاهمات سريه واسعه قد تكشف لاحقا ولو كان الامر غير ذلك لشهدت الايام العشره القادمه التي تسبق تفويض مجلس النواب التركي للحكومه التركيه ارسال جيش لليبيا اعنف اشكال القتال على الجبهات الليبيه بدعم مباشر ومتقدم من حلفاء حفتر لابطال مفعول استقدام قوات تركيه فالثروات وموقع ليبيا الاستراتيجي هما محط لاطماع وإهتمام العديد من الدول للاستيلاء على نصيبها في مرحلة إعادة البناء والإستثمار بعد انتهاء الحرب واثنائها وما نشهده الان قد يكون مجرد سباق دبلوماسي لتثبيت الادوار بين امريكا وروسيا ومصر والإمارات وايطاليا وفرنسا وجاء التدخل التركي ليكون ايقونة هذا السباق بصفته يحمل غطاءا شرعيا مدعوما بقوه عسكريه تعد الاولى في المنطقه من هنا نجد ان الامور بدأت تاخذ شكلا جديدا لحل النزاع بدءا بالتفويض المرتقب لمجلس النواب التركي ومرورا بلقاء بوتين واردوغان والذي قد يتوج تفاهما روسيا تركيا ليس الاول فيما يخص القضيه الليبيه مقترنا بتنازلات تركيه محدوده في بعض المناطق السوريه كون تركيا تمتلك زمام الامور هناك وقد يرافق ذلك ضمانات استثماريه تقدم الى روسيا وسيكون لهذا التفاهم ان حصل تاثيرا مباشرا على الموقف المصري والاماراتي واضعافا للموقف الاوروبي وربما يقود ذلك لانفراج جزئي في العلاقات المصريه التركيه لتسوية الخلافات بينهما ضمن حلول سياسيه تحفظ ماء الوجه لجميع أطراف النزاع وتحقق نصرا لحكومة الوفاق التى تحظى باعتراف دولي ودعم تركي مفتوح لذلك من المستبعد حدوث اي شكل من اشكال التازيم على الأرض الليبيه اكثر مما هو حاصل لأن اي تصعيد حقيقي على الجبهات سيقود لاشتباكات وحرب بالوكاله بين القوات التركيه وبين الدول الداعمه لحفتر وهذا مستبعد لانه لا يصب في مصلحة اي طرف سيما وان الاهداف الحقيقيه للجهات الداعمه للصراع المحتدم تسعى لتحقيق مصالح خاصه وهنالك سيناريو يخدم اهداف الجميع ويحقق تلك المصالح ربما يعلن عنه بالاتفاق على عناوين سياسيه تضمن لجميع اطراف النزاع حصه في الكعكه الليبيه الدسمه حينها ستظهر تركيا من جديد كشرطي فاعل ومؤثر في المنطقه مدعومه بجيش قوي وبزخم سياسي قام به اردوغان وجعل من تركيا رقما مهما في المحافل الدوليه وما نشهده حاليا من مناوشات وانذارات على الجبهات لا يخرج عن كونه وسائل ضغط وتعزيز للموقف التفاوضي ربما متفق عليها وتسبق الحلول السياسيه المتوقعه لرفع سقف الحصص وتبقى الشعوب العربيه هي الخاسره فهي من فقدت الارواح والثروات وما زالت تستخدم كاداه بيد الغرب.

العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين