عالم بلا "لماذا"
علاقاتنا أصبحت مختصرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط.
الكثير منا يضم في حسابه مئات الأشخاص ولكن العلاقات ليست بعدد من نضم بل هي بالمواقف جنبا إلى جنب.
مشاعرنا في عجز. وحياتنا مختصرة على ملصقات من مواقع التواصل الاجتماعي اكتفينا بها "وجه مبتسم ووجه حزين وآخر يبكي ووردة حمراء " وغيرها . حلت محل قلوبنا ومشاعرنا والتعبير عن افراح واحزان من تربطنا بهم روابط اجتماعية من قريب أو بعيد.
فقدنا لغة التعبير اللفظي والجسدي والتواصل الذي تربينا عليه.
اسأل نفسك
متى كانت آخر مرة سمعت صوتهم؟ أو شاهدت أحداً منهم؟؟؟؟؟
قلب هاتفك تجده مليئ بأرقام وأسماء فقط. فاقدة الصوت والكلام والمشاعر، الرابط الذي يربطنا بهم اسمائنا على هواتفهم والعكس.
هل من الضروري الاحتفاظ بها؟
ام هي مجرد تخزين زائد على ذاكرة الهاتف؟
هي كذلك تبقى محفوظة تستخدم وقت الحاجة الملحة لمصلحة شخصية من واجبك ومفروض عليك أن
تلبي ما يريدون لا تحاول حتى التفكير في الرفض او تقديم أعذار فقد تصبح نكرة. بحيث تقوم العلاقات الاجتماعية على مصلحة ومنفعة منقطعة حسب الحاجة وتنقطع بانقطاع الفائدة، إلى اشعار اخر.
نريد المزيد من الخيال في علاقاتنا لتعويض جرعات كثيرة من الواقع الذي نعيش. حتى ما يسمى البلوك الإلكتروني لا حاجة لنا به لانه في الحقيقة مفعل دون الحاجة إلى الرجوع إلى اعدادات هواتفنا وتفعيله.
فبعضهم من يبقى في حياتنا وآخرين يولون الادبار. ندرك عندها ان حقيقة السعادة ليست في عدد من هم حولنا بل في قيمتهم.
يتطلب الأمر جهداً لازالة الأشخاص الذين يستهلكوننا إلى مالا نهاية.
لا ترهق نفسك بالبحث عنهم. أرفض هدايا المصلحة وصداقات المتعالين. حافظ على دائرتك المقربة ودع الأخرين في سبيلهم.
توقف عند قلبك وفكر ملياً ودعك من التبرعات العاطفية التي استنزفت حياتك.
حافظ على نفسك وغادر أولئك الذين يبتسمون في وجهك ابتسامة سوداء مخفية خلفها سوء النوايا.
السلام الداخلي لك هي الحياة التي لا تتعلق بانتصارات او خسائر تخرج منها لا تعلم ما ربحت وما فقدت لكن تدرك ان شيئا ما انطفأ ومات بداخلك.
حاول أن تعيش حاضرك مبتعد عن الأحداث المروعة من الماضي. لقد أصبحت مجموعة تجارب وكل تجربة سيئة جعلتك أقوى. انت على علم تام باتجاه طريقك والمكان المتجه اليه دون الحاجة إلى قبول أي شخص.
كن شجاع بما يكفي لترك الطاولة حيث لم يعد الاحترام يخدمك.
فالحياة قصيرة للغاية قد تكون هناك عقبات على طول الطريق لكن علينا أن ندرك ان كل شيء يعتمد على اختيارنا لما نريد أن تكون عليه حياتنا.
الحياة عبارة عن أشخاص ومواقف وأفعال وحقائق واكاذيب وتجارب ودروس وعبر مؤلمة ومفرحة
يتساقط بها البعض فمنهم يسقط من القلب وبعضهم من الذاكرة والبعض يسقط من العين.
العلاقات جبل شاهق لا يستحق الا الأوفياء.
فسلام على الدنيا وما فيها.
أوصيكم بوصيتي ، ما حاجتي لكم عند مماتي.
ناديا مصطفى الصمادي