العمرو يكتب: صفقة القرن وسياسة الامر الواقع
الدكتور قاسم جميل العمر
ولم يأت الرئيس الامريكي ترمب بجديد حين اعلانه عن صفقة القرن الا من باب اقناع جميع الاطراف بسياسة الامر الواقع والاعتراف بكل التصرفات الاحادية من الجانب الاسرائيلي والاعتراف بالمستوطنات في الضفة الغربية وضم غور الاردن، والبدء بمرحلة جديدة من التفاوض قاعدتها الرؤية الاسرائيلية وما أنجزته على الارض، المتتبع لردود الفعل يرى بأن البعض يبالغ والاخر حالم وهناك من يستفيد من سياسة الامر الواقع ليروج لافكاره من أجل حشر الموقف الرسمي الاردني بالزاوية لتنهال عليه الانتقادات وإظهاره بمظر المستسلم او الموافق على المخططالواضح ان هناك تجني على الموقف الرسمي من قبل شذاذ الافاق، ومن بعض المرتبطين بدوائر صنع القرار الامريكي الاسرائيلي، بناءً على مصالحهم الشخصية، فتجدهم يستبقون الاحداث ويصلون الى استنتاجات هدفها قتل الروح المعنوية لدى المواطنيين وبث سموم الفرقة والتخوين والتهويلالمسألة برمتها تحتاج الى دراسة واقعية ووقفة مراجعة وتفكير منطقي ينطلق من الامكانيات المتاحة للدولة الاردنية، ومحاولة استغلال قدرات القيادة وحنكتها السياسية وقبولها العالمي ومصداقيتها الدولية، من أجل تلافي تداعايات الصفقة في مجال التوطين، إذ وضح جاريد كيشنر مستشار الرئيس الامريكي، ان امام اللاجئين الفلسطينين ثلاث خيارات اما البقاء حيث هم، او العودة الى الدولة الفلسطينية حال قيامها أو اختيار دولة ثالثة يذهبون اليهاهنا يجب دق ناقوس الخطر ويجب ان تحشد الطاقات من أجل مواجهته وأن تتوحد الكلمة ويتوحد المجتمع بكل مكوناته لاجهاض هذه النتيجة التي يريدون الوصول اليها، مستغلين الحالة البائسة للنظام العربي وانصراف كل دولة للاهتمام بشأنها الداخلي وغرق بعض دولنا العربية بأزماتها الداخلية، والبعد الجغرافي لدول أخرى مما يقلل من تاثيرها وفاعليتهانحن أمام مأزق كبير فإذا كان بعض شذاذ الافاق يريدون توجيه دفة السياسة باتجاه التصعيد وهم قابعون خلف شاشات الكمبيوتروتتراقص اناملهم على الكيبورد ويحتسون الشاي والقهوة، وبعض النقرشة، فمنهم من يطالب بالغاء وادي عربة والاخر يطالب بما هو ابعد من ذلك متناسين عن عمد او عن قلة دراية حالة الاقليم والاوزان السياسية للدول والاوضاع الاقتصادية والعسكرية فعلينا مواجهة هؤلاء بمزيد من الوعي والتوعية والشفافية والمصارحةفالاردن يواجه تحدي كبير وخطير وإذا لم نلتف خلف القيادة ويكون أمامنا مشروع واضح وهو عدم حل قضية اللاجئين على حساب الاردن سيخسر الجميع الاردنيون والفلسطينيون، وعلينا ان نترك المماحكات السياسية والكيد و توزيع الاتهامات هنا وهناك، فنحن امام خصم عنيد وقوي وصاحب مشروع عقائدي سياسي تدعمه أعتى قوة على وجه الارض ولم يشهد التاريخ دولة بقوتها وصلفها، فمن غير المعقول التصابي والتغابي عن رؤية الحقائق واللهاث وراء سراب، في فلسطين لن تقوم دولة في المدى المنظور الا وفق القياس الاسرائيلي، ويبقى الخطر الداهم هو مسألة اللاجئين، فعلى الفلسطينين التفكير جديا في خلق بيئة مناسبة لاستيعاب العدد الاكبر من اللاجئين، وعلى الاردنيين العمل ليل نهار لاحباط هذا المخطط من خلال اصدار قانون يحرم منح الجنسية للاجئين كخطوة استباقية، لان جلب اللاجئين من لبنان وسوريا والعراق الى الاردن وتوطين اكثر من مليون لاجىء موجودين فعلا على الارض الاردنية، هو ضياع للاردن وفلسطين لا قدر اللهإذا يجب التنسيق على اعلى المستويات لدعم الملك والمخابرات من أجل مواجهة هذا المخطط اللعين بعدما اصبحت الرؤية واضحة عما تريده اسرائيل وامريكا فهل نحن فاعلون، ام سنبقى نلهث وراء شعارات فارغة بلى مضمون ويصعب تحقيقهااستاذ العلوم السياسية/ جامعة البترا