مخالفات خطيرة في حضانات ورياض أطفال
أحمد جميل شاكر
رغم ان وزارة التنمية الاجتماعية اتخذت قرارات وإجراءات بحق العديد من الحضانات ورياض الاطفال لتصويب أوضاعها ..وحتى توجيه الإنذارات بإغلاقها، الا ان الامر يستدعي فتح هذا الملف ووضع حد لكل الذين يخالفون التعليمات ولا يتقيدون بالحد الادنى لشروط تاسيس هذه الرياض..
حتى الآن لم تتخذ أية خطوات كافية على ارض الواقع للنهوض برياض الأطفال ودور الحضانة او التأكد من صلاحيتها لاستقبال الأطفال وتوفير الخدمات الضرورية لهم ووضع شروط للعاملين في هذه الرياض.
بعض الباحثين عن الاستثمار ودون ان يكون لهم سابق معرفة بأمور رياض الأطفال، يقومون باستئجار احد البيوت او انهم يحولون منزلهم الى روضة أطفال أو دور للحضانة ويحصلون بكل سهولة على الترخيص ويمارسون عملهم، ويكون هدفهم الوحيد الإستثمار، والبحث عن دخل مناسب لهم بعد أن سمعوا الكثير عن الأرباح التي تحقق نتيجة افتتاح رياض للأطفال، بعد أن فرضت الحياة العصرية، وانتقال المرأة الى سوق العمل بأعداد متزايدة عاما بعد عام، فقد أصبحت رياض الأطفال تشكل حاجة ملحة لآلاف الأسر التي لا تجد مكانا لوضع أطفالها الرضع في دور الحضانة أو حتى رياض الأطفال خلال ساعات العمل.
هذه الدور أو الرياض لا تتمتع بالحد الأدنى من أية شروط يجب ان تتوفر فيها، وأن الغرف صغيرة، ويحشر فيها عدد كبير من الأطفال ويبقى معظمهم في حالة إهمال وبكاء حتى يحين وقت استلام الأطفال ليتم اطعامهم، أو تنظيفهم وان بعضهم تنتقل اليه الأمراض من الآخرين، أو من الموظفة المعنية بشؤونهم، دون مراعاة للحد الأدنى من النظافة أو الشعور بالمسؤولية تجاه هؤلاء الأطفال.
تتحدث سيدة أودعت طفلها الرضيع في إحدى دور الحضانة في حارتها للتفرغ الى أعمالها في مدرستها بعد انقضاء إجازة الأمومة والطفولة، وعدم تمكنها من إيداع طفلها عند ذويها، لتفاجأ بعد أيام بأنه مصاب بنزلة صدرية حادة، وان حرارته مرتفعة، وانه أصيب بالتسلخ في جلده لأن أحدا لم يكلف نفسه تغيير فوطة الأطفال، وأنها اضطرت لوضعه في المستشفى لعدة اسابيع حتى استعاد صحته، حيث تبين أن التدفئة لا تعمل وكان الطقس باردا وانه ترك حتى دون غطاء يوفر له الحد الأدنى من الدفء.
نذكر قبل سنوات كيف ان العديد من الأطفال في إحدى رياض الأطفال أصيبوا بالإسهالات الشديدة لأن مدبرة المطبخ قامت بإعداد وجبة حليب للأطفال دون أن تراعي شروط النظافة، وأن الحليب الذي قدم لهم كان فاسدا لأن حرارة الجو اتلفته.
كما نذكر ايضا الحالات الصعبة التي تم اكتشافها في بعض رياض الأطفال عندما أصيب أحد الأطفال بحروق في رأسه لأنه نام على مقعده ثم انحنى رأسه على المدفأة المركزية، مما أحدث له إصابة بالغة في الرأس وحروق شديدة.
أطفال في رياض الأطفال لا تكترث المشرفات عليهم بتقديم الشراب أو الطعام الذي يحملونه معهم. وانه في بعض الأحيان تتناول المشرفة العصير، أو تحصل عليه عاملة التنظيفات. حتى عند اختيار العاملات والمشرفات على الروضة فإن الكشوف التي تقدم بأسمائهن الى وزارة التنمية الاجتماعية تكون في بعض الأحيان غير دقيقة والأهداف الحصول على الترخيص وان من يقوم بالعناية بالاطفال عبارة عن خادمات أو عاملات اميات وان الرواتب تكون في الحدود الأدنى.
إننا نأمل ان تقوم وزارة التنمية الإجتماعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بتنظيم عمل رياض الأطفال ودور الحضانة، والتأكد من انطباق كافة الشروط عليها، ليس عند الترخيص فقط، ولكن في اي وقت من الأوقات مع الإشارة الى قيام بعض السيدات بتخصيص غرفة في بيوتهن، وتستقطب بها أطفال العمارة دون أن تكون هناك أية عملية ترخيص أو حتى مراقبة من الجهات الرسمية.