رعاية ملكية وفتح آفاق تعاون جديدة


أنباء الوطن -

بقلم / عبد الحكيم محمود الهندي

يقف الأردن اليوم بقيادة جلالة الملك وبكل عزم وإصرار على تجاوز التحديات، وتنويع خياراته الاقتصادية من خلال استثمار علاقاته الخارجية في الشرق والغرب والبناء عليها .فالأردن بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة والسمعة الطيبة وسياسة الاعتدال التي تنتهجها المملكة بات بلداً مقبولاً للجميع ومرحباً به من الجميع .

لم يعد خافياً على أحد الأدوار القيادية التي تلعبها المملكة بقيادة جلالة الملك وجهوده في نشر رسالة الإسلام السمح والتي تقوم على العيش المشترك والمحبة والسلام وتقبل الآخر ضمن منظومة الإنسان والأخلاق والسلام الذي يعيش فيه الجميع معا دون استثناء او اقصاءاً لأحد ،رسالة ينقلها جلالة الملك في حله وترحاله للعالم اجمع حظيت بإحترام وتقدير الجميع.

زياره جلالة الملك إلى أرمينيا تأتي ضمن هذا السياق وتصب في إتجاه تحفيز الاقتصاد والاستثمار تشجيعه بين الطرفين , فالبلدان يمتلكان من المقومات الاقتصادية وتحديدًا في المجالات السياحية أوجه عدة للتعاون المشترك ، جاءت الزيارة لفتح آفاق جديدة في التعاون بين البلدين الصديقين، لا سيما أن البعد التاريخي في العلاقات المتجذرة بين الشعبين الأردني والأرمني تمتد لسنوات طويلة ,،وتحديداً أن هناك أخوة لنا من أصول أرمنية متواجدين على الأرض الأردنية منذ قيام الدولة الأردنية وساهموا كباقي الأردنيين في بناء الدولة ونهضتها.

أن حرص جلالة الملك على تمتين العلاقة الأخوية بين الشعبين الصديقين ومع باقي شعوب العالم تؤكد أن الأردن منفتح على الآخرين ويسعى جاهدا لخلق المزيد من الفرص للأردنيين في كافة المجالات ، يوازيه رؤية ملكية جوهرها شرح القضايا العربية للعالم وحشد التأييد للقضية الفلسطينية وتحديدًا في هذه الفترة الدقيقة التي تمر بها والمحاولات الحثيثة لطمس الهوية الفلسطينية ، فجلالة الملك لا يوفر جهداً في الوصول إلى دول العالم لطرح هموم المنطقة وفتح آفاق للسلام العادل والمنشود.

إن المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس الشريف هي من القضايا الأساسية في الصراع العربي الإسرائيلي بل إنها تكاد تكون من أهمها ،والدور الهاشمي في رعايتها لا يمكن إنكاره أو تجاهله وهو دور تاريخي مقدس يعترف به الجميع، ويشكل هذا الدور حجر الزاوية في التعريف بمكانة وأهمية القدس للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، وعندما يُذكّر الرئيس الأرميني، "أرمين سركيسيان" العالم بهذا الدور الهاشمي ويشيد بدور جلالة الملك والمملكة في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية على حدٍ سواء فإنه يشكل إضافة نوعية إلى جهود أحرار العالم في تذكير الإنسانية جمعاء بالقضية الفلسطينية، وأهمية المقدسات وضرورة المحافظة على قدسيتها لتبقى محج لكافة المؤمنين في العالم .

ان الأردن العربي والإسلامي يبقى الأقرب الى الجميع ،فهذا المزيج من الأردنيين من شتى الأصول والمنابت، والظروف الجيوسياسية المحيطة بالمملكة وتعقيداتها المختلفة ، وموقع الأردن الهام ،وتصدر جلالة الملك في المنابر العالمية ،ورسائله القوية المباشرة للعالم ،وحفاظ المملكة على مواقفها الثابتة من القضايا العادلة ، جعلت من الأردن صوتا مسموعا وذو تأثير كبير في المحافل الدولية والعالمية .

وبموازاة هذا الجهد الذي يقوده جلالته لنصرة القضية الفلسطينية ،لا يغيب عن جلالته الهم الداخلي وتحديدًا الاقتصادي ، إن حالة التفاعل الإيجابي التي يوفرها جلالة الملك لرجال الأعمال والمستثمرين الأردنيين ونظرائهم في الدول الصديقة والشقيقة تخلق حالة من الاستقرار والتحفيز وتعزز مفاهيم التعاون المشترك لدى الجميع ,فالأردن يمتلك من المقومات التحفيزية والتشجيعية والتي تجعله بيئة جاذبة للاستثمار، ومن أهمها أن القيادة الأردنية وعلى رأسها جلالة الملك حفظه الله ورعاه راعي مسيرة النهضة وملهمها أكبر داعم ومشجع ومحفز لها.

أن دعوة جلالة الملك لانعقاد منتدى الأعمال الأردني الأرميني في العاصمة يريفان لبناء شراكات جديدة بين البلدين الصديقين سيكون بداية لتعاون مثمر من شأنه تعزيز التبادل التجاري وفتح أسواق جديدة للصادرات الأردنية وتشجيع السياحة البينية بين الأردن وأرمينيا، لا سيما أن الأردن وما يحتويه من أماكن مقدسة وباعتباره مقصدًا للحج المسيحي ومهدًا للديانات ،ويأتي هذا في سياق الجهود الملكية التي يبذلها جلالة الملك لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحسين وتشجيع فرص الاستثمار .

عبدالحكيم محمود الهندي
رئيس جمعية الفنادق الأردنية ومدير عام الشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي