هل يغير كورونا من عاداتنا الاجتماعية؟


أنباء الوطن -

بقلم : رمضان الرواشدة

في الحروب والازمات والكوارث الصحية والاجتماعية فغن تغيرا ملحوظا يطرأ على كثير من العادات الاجتماعية لدى الشعوب منها ما يظهر مجددا ومنها ما يختفي اضافة الى ظهور مبادرات جميلة يقوم عليها هيئات اجتماعية وفاعليات اقتصادية وسياسية وكلها تصب في مواجهة الاحداث الطارئة التي تواجهها الشعوب والدول وهذا ما نلاحظه الان مع انتشار فيروس كورونا في عدد كبير من بلدان العالم. والحقيقة اننا في الاردن ومع ظهور فيروس كورونا والاعلان عن حظر التجول منذ الاسبوع الماضي فقد لاحظت مما اقرأ على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع الاخبارية ،ظهور مبادرات إجتماعية مميزة وجميلة يجب الثناء عليها ودعمها كما انها مناسبة للتخلص من بعض العادات الاجتماعية غير الصحية والمضرة بصحة الانسان. خلال هذه الفترة الماضية نشطت مؤسسات مثل جمعية نوى التابعة لمؤسسة ولي العهد في جمع التبرعات لإيصالها للمستحقين من عمال المياومة الذين توقفت اعمالهم ولا يجدون قوت يومها كما نشطت الهيئة الخيرية الهاشمية وتكية ام علي في ايصال الطرود والاموال الى مستحقيها من العائلات المحتاجة. وقبل الحظر واثناءها فقد ظهرت مبادرات شبابية لايصال المعونة للمستحقين وهي تذكرنا بمبدأ التكافل الاجتماعي وإغاثة الملهوب والسؤال عن الجار المحتاج مما دعتنا اليه قيمنا الدينية والاجتماعية. وهي مناسبة مهمة للاحزاب السياسية لتوجيه نشاطائها في الاحياء للمساعدة في جمع التبرعات المالية والعينية وايصالها للمواطنين المحتاجين وهي بذلك تساعد الدولة في هذه المحنة بدلا من قيامها فقط باصدار البيانات. القضية الاخرى التي لاحظتها هي قيام نساء المدن بالخبز في بيوتها مع علمي ان كثيرا من نساء القرى ما زلن يخبزن ببيوتهن وانها مناسبة للمرأة في المدن للعودة الى الخبز في البيت وعلى الحكومة مع توزيع الخبز ان توزع الطحين على بقالات الاحياء. وقد سعدت جدا عندما بعثت لي زميلتان اعلاميتان صورا وفيديوهات لهن وهن يخبزن مع انها تجربتهن الاولى لكنها فرصة للاكتفاء المنزلي من مادة الخبز الضرورة لكل عائلة ييجب تعميمها . كما ان انتشار الفيروس فرصة مهمة للابتعاد عن بعض العادات غير الصحيية ومنها الاكل باليدين ومن صحن واحد سواء في الافراح او الاتراح وتفعيل وثائق شعبية اصدرتها بعض المدن تتعلق بهذا الامر لأنها عادة تنقل المرض وفيروسات الرشح والانفلونزا وغيرها فكيف اذا كانت الوباء مثل فيروس كورونا. اما عادة التقبيل في اللقاءات العامة بمناسبة وبغير مناسبة فيجب ان تتوقف تماما والاكتفاء بالمصافحة لأن عادة التقبيل غير مستحبة كما انها تساهم في نقل المرض حتى في الأوقات التي لا يوجد فيها وباء او فيروس او انتشار للآفات. يقولون ان التغيير الاجتماعي يحدث عند مواجهة الاقدار والامراض والحروب وتفشي الاوبئة وغيرها ويبدو اننا الآن ونحن نواجه مرضا جديدا يهدد سكان الارض احوج ما نكون الى تعظيم الايجابيات من عاداتنا الاجتماعية وتلافي السلبيات المهلكة لاي مجتمع. والاردنيون قادرون على تغيير عاداتهم الاجتماعية لأن وعيهم كبيرة وهي فرصة لنا جميعا لنغير من اسلوب حياتنا.