” همة وطن ” .. يانشامى الوطن في الخارج !
الدكتور صالح السعد / عالم اجتماع
بالأمس هاتفني صديق يعمل في إحدى الدول الشقيقة ، طالباً مني تزويده برقم حساب ” همة وطن ” ، فسألته فضولياً ، عن قيمة المبلغ الذي يرغب التبرع به ، فأجابني نصف راتبي ( 1000 ) دينار ، فقلت له حساب ” همة وطن ” للمتبرعين الميسورين وبما لايقل عن ( 100 ) ألف دينار ، ونصحته برقم حساب آخر ، وأبلغني لاحقًا بأنه أودع به الكترونياً ، وفاجأني بالعبارة التالية ” عندما يكون الوطن في خطر فكل أبنائه جنود ” . نعم ياصديقي ، إن اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن ، والسعادة الحقيقية تكمن في العطاء، فكيف إذا كان العطاء للوطن ، لأن الوطن شجرة طيبة لاتنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم والمال والبنون . استوقفني نصف راتب صديقي في عملية حسابية تقديرية ، مفادها أن تبرع أبناء الوطن في الخارج بنصف الراتب سيدر دخلاً للوطن بحدود مليارين دولار تقريباً ، وأملنا بالله وبهمة أبنائنا أن يزيد . أما أبناؤنا نشامى الوطن من الميسورين المقيمين خارج البلاد وهم كثر ، فنحن على ثقة بأنهم لم ولن يبخلوا على الوطن وصندوق ” همة وطن ” لأنهم كعادتهم يؤمنون بأن الوطن هو الحب الوحيد الخالي من الشوائب ، لأنه مزروع في قلوبهم وجوارحهم ، وهم قادرون على صناعة الفرق بهمتهم وبما تجود به أنفسهم ، كما عودونا دائماً بوقفاتهم الصلبة ووطنيتهم الحقة ، وكما يقول الصاحب بن عباد : أكرم أخاك بأرض مولده وأمده من فعلك الحسن فالعز مطلوب وملتمس وأعز مانيل في الوطن