التطبيقات الذكية وأهميتها في ظل انتشار كورونا!


أنباء الوطن -

بقلم / د. أروى الحواري

من المعلوم أنّ العالم أجمع يمرّ في أزمة شديدة ألا وهي انتشار وباء كورونا وهو الوباء العالمي الذي بات يتفشى ويزداد بكل الدول وخلّف وراءه العديد من المرضى والعديد من الوفيات، ونحن اليوم بين خانتين؛ حالة الخوف والهلع الذي نمرّ فيه خوفا من انتشار المرض وتبعاته المفزعة، وبين حالة التدهور الاقتصادي وتهالك سوق العمل، والضغوطات النفسية التي يعيشها جرّاء تطبيق الحظر ولا مفرّ منه؛ وخاصة أنّ الطريقة الوحيدة لحصر المرض والتخلص منه هو العزل التام سواء للمصابين أو غيرهم سيّما وأنه لا يوجد لقاحا خاصا به ليومنا هذا، لذا علينا تقبّل الأمر بكل طيبة ورضا، فهو الحل الأسلم لما نمر به.

ولا نستطيع اغفال أمرا هاما؛ وهو أنّ هذه الجائحة المرضية لا يمكن السيطرة عليها في يوم أو أسبوع أو حتى شهر، وستأخذ منحاها الطبيعي، وبنفس الوقت لا يمكن منع الإصابات كليا؛ ولكن كل الجهود الموجهة والمبذولة تعمل على تخفيف وطأة وحجم الجائحة من حيث عدد الإصابات والوفيات لا قدر الله؛ وهي جهود يشاد بها للحكومة والمؤسسات بمختلف قطاعاتها ولا ننسى جهود الأفراد بلا شك.

وهنا تحضرنا وقفة كبيرة في التذكير بضرورة متابعة البحث العلمي ومواصلته عن ماهية هذا الفيروس والاستمرار فيه، لنكون جنبا إلى جنب في مصاف الدول الأخرى، بالإضافة إلى التركيز على التطبيقات الذكية والتي تخدم البشرية في ظل الظروف المتغيرة وخاصة ظرفنا هذا الذي أجبر الجميع على المكوث في بيوتهم، فتعطلت العديد من الشركات و المنشآت والقطاعات المختلفة؛ مسببة أضرارا عديدة أقلها التدهور الاقتصادي، ولن ننسى أننا اليوم أمام حقبة جديدة تعرف بإسم الثورة الصناعية الرابعة، والتي هيئت لنا فرصة كبيرة لإعادة تشكيل أساليب متعددة لإدارة الأزمات والصعاب التي نمرّ بها، سيما أننا نمر الآن بظروف صعبة جرّاء هذا الكورونا الشرس، من هنا وجب علينا التوجه لمثل هذه البرامج والتطبيقات الذكية وتفعيلها بصورة واسعة؛ فهذا يؤمن للبشرية العديد من الخدمات الآنية؛ فهو يساهم في تسهيل العديد من المهام سواء في التعليم عن بعد، أو تسهيل عمل بعض الشركات و تسيير أعمال الوظائف الصحية المختلفة وغيرها من القطاعات، حيث يتم تسخير قدرات الرقمنة والتحولات المجتمعية من أجل حل المشاكل وتسهيل الأعمال المختلفة لاستدامة العمل بصورته الصحيحة.

فنحن نعيش في فترة استثنائية غير مسبوقة من التاريخ، فقد حان الوقت لجعل الذكاء الاصطناعي يأخذ دوراً ريادياً من خلال توظيفه في فهم كيفية انتشار الفيروس بين المجتمعات البشرية، وعمل محاكاة رقمية لإيجاد أنسب الطرق لمحاصرة هذا الفيروس، ولا بد من تطويعه لخدمة الإنسانية وإنقاذ كوكبنا من هول الأخطار التي قد تسبب له الحجم الكبير من الخسائر سواء على الصعيد البشري أو على الصعيد الاقتصادي.

من هنا وجب علينا جميعنا التكاتف والعمل معا لمجابهة هذا الفايروس بكل إيجابية وتفاعل ومساعدة الآخرين ما أمكن، وللحد من انتشار الوباء لا بد أن نعمل معا ونبتعد عن مسببات المرض ما أمكن، فبلادنا الحبيب يحتاجنا جميعا في مثل هذه المواقف، حمانا الله واياكم.