الاعلام في زمن الكورونا


أنباء الوطن -

كتبت : ترفه المجالي

منذ بداية أزمة الكورونا وبداية التعاطي مع تداعياتها أصدرت الحكومة قرارا بوقف إصدار الصحف الورقية مستندة الى أن الورق الخاص بالصحف وعملية توزيعه تعد بيئة خصبة لنقل وانتشار فايروس الكورونا .وبهذا القرار ألقي على كاهل الإعلام الإلكتروني خوض غمار معركة المواجهة مع الفايروس ، جنبا الى جنب مع جهود الدولة في ذلك المضمار ، فكان الإعلام الإلكتروني فارس الميدان ، وبطل الحلقة ، بجانب الإعلام المرئي والمسموع .الإعلام الإلكتروني كان أيضا البطل الذي لا يبارى ، في الوقوف مع الوطن ، في كثير المنعطفات التي مرت بالوطن ، وكثير من المواقف الحالكة ، التي لولا لطف الله ، ثم حكمة ومهنية الإعلام الإلكتروني في إدارة دفة الرأي العام ، لعصفت العواصف بالوطن ، ولا ننسى فترة استشهاد معاذ الكساسبة ، و حوادث خلايا الكرك والسلط واربد الإرهابيات ، وغيرها الكثير ، التي قدم فيها الإعلام الإلكتروني الغالي والنفيس ، بلا منة ، بل طيب النفس ، راضي الخاطر ، ايمانا منه بأن الوطن فوق كل شئ ، وفوق كل اعتبار.الجميع تباكى على الصحف الورقية ، ونحن لسنا ضد الوقوف الى جانبها ، سيما أنها كانت في حقبة من الزمن بيوت خبرة لأساتذة وأقطاب إعلاميين نكن لهم كل التقدير والإحترام ، لكن من الإنصاف أيضا والعدل الوقوف الى جانب الإعلام الإلكتروني ، الذي طاله كغيره من القطاعات الضرر الكبير في ظل أزمة الكورونا ، وذلك تبعا للضرر الذي لحق بالكثير من القطاعات التي تعطلت أعمالها .ومن المؤسف غاية الأسف أن الحكومة والجهات المعنية التي اعتمدت بشكل كبير على الإعلام الإلكتروني في توجيه رسائلها للرأي العام ، الى جانب الاعلام المرئي والمسموع ، تدير ظهرها عن هذا النوع الحيوي من الإعلام ، والذي يتصدر السيادة بالساحة الإعلامية عالميا ، ولا بمجرد عبارات تطيب الخاطر وترفع الهمة والروح المعنوية في ظل هذا الظرف العصيب.قد يقول قائل أن الحكومة تطرقت الى الصحف الورقية من باب الإعلان عن سداد مستحقاتها ، ولا ننكر ذلك فهذا حق ، ولكن للإعلام الإلكتروني دين في رقبة الحكومة ، نقول الحكومة لا الوطن ، فالعاملون فيه جنود مجهولون لا يقل أهمية جهدهم عن جهد الطبيب والممرض والعسكري بل وحتى المسؤول الذي يطرق باب الإعلام الإلكتروني عندما يدلهم الخطب ، ويشتد الكرب.الإعلام الإلكتروني ، سيبقى سلاحا فعالا بيد الوطن ، ومع الوطن في وجه كل الصعاب ، ولكن على الحكومة حسن إتقان رعاية هذا السلاح ، حتى يبقى مؤديا لرسالته الفاعلة لمستقبل الوطن وأمانه .