أين جماعة «فلان طلب وفلان أعطى؟»


أنباء الوطن -

د. حسين العموش

برغم نداءات رئيس صندوق همة وطن عبد الكريم الكباريتي المتكررة لحث المقتدرين على التبرع إلا أن المبلغ الذي تم جمعه حتى مساء أمس يعد مبلغًا متواضعًا جدًا، بالنظر إلى حجم القضية وتداعياتها.

لقد غاب آلاف المقتدرين من أبناء الوطن، الذين حققوا الثروات وجمعوا أرصدة بالملايين عن التبرع لهذا الصندوق الذي يتميز بكونه صندوقًا وطنيًا يشكل رمزية العمل الجماعي والوطني بأبرز تجلياتها، إذ يتحقق الهدف الجمعي الوطني، من خلال تكاتف الأردنيين وإجماعهم على الفزعة الوطنية الكبيرة للوطن، فضلا عن توصيف الحالة التي جاءت برمزية «الهمة» التي يستعملها الأردني للدلالة على العمل والانجاز والمبادرة فضلاً عن العقل الجمعي لأي عمل.

بدأ الصندوق بتبرعات متواضعة جدًا، وضعت السؤال الكبير على الطاولة في محاولة للبحث عن سبب يجعل رجال الاقتصاد والمال يتأخرون أو لنقل «يماطلون» في تقديم الدعم للصندوق، بعيدًا عن كلمة «تبرع» وهو التعبير الذي أرى فيه انتقاصًا كبيرًا لأسلوب وفلسفة وجود الصندوق.

في الأثناء ضج أبناء الشعب مطالبين المقتدرين بدفع مبالغ للصندوق، واستعمل أحد أكبر مليونيرية الأردن صبيح المصري تعبير ؛»ضعوا أيديكم في جيوبكم» وهو التعبير الأردني البسيط الذي يعني ؛»ادفع «.

لكن وبالرغم من ذلك دفن جماعة «جاهات عمان» المتمثّلة بـ»فلان طلب وفلان أعطى» فأين هم الآن، أولائك الذين كانوا يتصدرون، ويتسابقون لترؤس الجاهات لطلب عروس، أو إعطائها، طبعا نستثني حتى لا نعمم عشرات الشخصيات والوزراء السابقين المعروف أنهم لا يمتلكون ما يقدمونه من المال.

بعد، أن «أعطوا « آلاف «العروسات»..أما آن لهم أن «يعطوا» الوطن.

جاهه كبيرة «نكدها» عليهم، أن يقدموا ما يوجب عليهم الوطن من تضحيات، فغيركم ضحى بروحه، وبحياته، وبوقته، وخاطر بحياته من اجل الوطن، وهي فرصة لنوجه لهم تحية إكبار وتقدير واحترام، مطلوب منكم أن تقدموا المال الذي جنيتموه في هذا الوطن، الذي أعطى بلا منّة، عليكم أن تعطوه بلا منّة.

وكنت قدمت اقتراحًا في هذه الزاوية قبل أيّام، طلبت فيها، من الدولة أن تقتطع ما نسبته ١٠ ٪ من الأرصدة المالية للمقتدرين، وبأمر دفاع، وسنجد أن هذا هو الإجراء الذي أقدمت عليه العديد من الدول.

وعلى الجانب الآخر، لا بد من تكريم المقتدر الذي قدم الفزعة من ذاته، وهو ما سيشجع آخرين على تقديم فزعتهم.

لغير المتبرعين نتوجه لهم بـ»جاهة» أردنية كبيرة، تطلب تقول لهم «سايق عليكم الله وقفوا مع الوطن».