حسن عليان.. “ذخيرةُ” الوطن لأيّامهِ الصِّعاب
بقلم : بثينه السراحين
ما لان رمحُ الوطن ولا خوت جعبتهُ إن كان الصيّادُ متمرّساً وفعلهُ (حسن) .. ولا هوت راية بلدنا الرفرافة بأناسيم العزّ إن كان الحامل للوائها نبيلُ الجذر؛ أجدادهُ من ذوي رفعة و(عليان).. ذلك الذي لهُ في معترك الحياة صولات وجولات ما أرتدَّ منها يوماً ووفاضهُ خالياً .. وما سيّر رِكابَهُ في دروب الدُّنيا الوعرة إلا ومهّدها وأكتنز من خيراتها العميمة ..وغرف من بحورها شهداً لطالما صيّرهُ إمداداً لوطنه؛ وزاداً وزوّاداً لعمومه وناسه الطيبين.. وما عرفناه يوماً يستسغ لحرثه طعماً ولا يستطيبُ لجناه حلاوةً إن لم تسبق فاهه إليه أفواه المحتاجين والمعوزين من بني وطنه.
ولأنّ تاريخه المشرّف كرجل للأعمال بات معرّفاً للقاصي والداني.. فإنه لا عجب أن طلع علينا الإقتصادي البارز” حسن عليان” بمبادرته الأخيرة والمتمثلة بتقديم الدعم المادي السخيّ للمجهود الوطني الموجّه لمكافحة جائحة “كورونا”، وذلك ضمن تكاتفه مع عدد من أقربائه المنضوين تحت المظلة الإقتصادية العائلية “مجموعة عليان التجارية”، والتي فاضت من خيرها بمبلغ مالي طائل، قدرهُ (150) ألف دينار قدموها كدعم وفير لصندوق “همة وطن”.
وفي هذا التبرع استشراف لمدى النبل الذي يختصّ به رجلٌ سبق وأن نالت مؤسسته” الوحدة التجارية – وكلاء هيونداي في الأردن” جائزة أفضل برنامج للمسؤولية المجتمعية على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط قاطبة.. فحتى أننا سبق وأن حضرنا فعالية رياضية دعمها هذا الرجل المعطاء، وأقيمت في مقر مؤسسته، وبرعاية من سمو الأمير علي بن الحسين، ما يمثل توكيداً على حجم تماهي السيد “حسن عليان” مع الرؤية الملكية السامية القاضية بضرورة التكاتف الوطني لجهة مواصلة الإستثمار في “الثروة البشرية”، ممن يواصل مليكنا وقائدنا المفاخرة بمفرزاتها الوازنة في كافة الميادين الدولية.
وطبقاً لمنبتهِ الطيب ونشأته القويمة في حاضنة أسريّة ديدنها الكرم والإيثار، إنطبعت شيمُه على خُلق الجود بأفضل ما لديه ونزعة التطوع بفائض جهده ووقته وماله لجهة إسعاد الآخرين، حيث لا ينفكّ السيد “حسن عليان”، بسجيّته وطبيعته الإنسانية المفرطة وبنزعته الوطنية الخالصة عن تسطير أبهى صور “التلاحم الشعبي” و”التشاركية المجتمعية” من خلال بذله “غلة” ثروته لجهة تغذية كافة القطاعات التنموية في المملكة، وليعممّ في مناحيها الحيوية أثراً إيجابياً مؤثراً ومتأصلاً.
وحالهُ كذلك، فإنّ السيد “حسن عليان”، سار على خط الموازاة لجهة حفر إسمه في قمة الهرم الإنساني والوطني في ذات الوقت الذي تربّعَ ومؤسسته “الوحدة للتجارة – وكلاء هيونداي موتور” على عرش تجارة المركبات في المملكة لكثرة ما تتميز بضاعته منها بالتواءم مع متطلبات السوق والذوق الرفيع للزبائن ممن يجدون فيها ضالتهم كسيّارة كاملة المواصفات والمقاييس.
وتباعاً لإحداثه عنصر الإبهار وصناعته “الفرق” التجاري عبر مؤسسته الأكثر رواجاً ومبيعاً في السوق المحلي لمركباتها العملية والأنيقة والحديثة، واصل السيد “حسن عليان” خلقه للحدث الوطني الأبهى حين قرر اليوم إحالة (وضعيّة التعطّل) عن تسيير أعمال شركته الرياديّة خلال “الأزمة الكورونيّة” الراهنة، إلى “عُملةٍ” سخيّة ترفد ضائقة الوطن بسُبل إنفكاكها وإنفراجها.. فكان أن جيّر الثروة لرصّ الصفوف في مواجهة الطارىء الصحي.. وأستثمرها لجهة نفع الوطن ومواطنيه.. ذلك أنه المُنتهج لقوله تعالى ((وأنفقوا مما رزقناهم سرأ وعلانية يرجون تجارة لن تبور)).. وهو الممتثل لقول رسولنا الكريم عليه السلام” كل الناس يغدو فبائعٌ نفسه فمُعتقها، أو موبقها”.
“حسن عليان” عتق نفسه برضوان الله تعالى؛ وتطويقه الآخرين بذراعات خيراته الطولى.. ولم يرتضي لنفسه أن يوبقها حين رفض الإصطفاف في زاوية ظلماء – كما فعل بعضهم في الأزمة الراهنة – ممن أمسكوا قبضتهم على جيوبهم السمينة وتكشّفت رخاوة حبال ودّهم الزائف بالوطن.. فكانوا للعيان كمن شيّد قصراً من سراب. يتراءى لهم فيواصلون لحاقه حتى الهاوية دون أن يمسكوا بطرف حلم أو حقيقة.
..خبأه الوطن في عُبّ الأقدار (ميرتهُ) لأيامٍ قاحلات.. فالميرةُ زاد الروح وعصب الحياة…وجرار الذهب تخزّن للأيام الخداعات.. فكان للوطن ذلك كله؛ هو بعينه وذاته .. بطل سردنا السالف “حسن عليان”.. عضدُ الوطن ومدَدَهُ في أيامه “الكاداء”.. وذخيرته لأيامه الصعبة