"أم هارون" و"مخرج ٧".. حلقة من مسلسل الخيانة!
كتب ايهاب سلامة -
من محاسن المسلسلات التطبيعية القميئة التي تبث على قناة ام بي سي خلال شهر رمضان المبارك، انها جوبهت بردود أفعال شعبية مهولة معاكسة لرياحها المسمومة، فحصدت أعلى نسب الإنتقاد والشتائم، وفجرت حالة من السخط والغضب الشعبيين في الشارع العربي ضد الكيان الصهيوني وأذنابه من دعاة التطبيع الساكنين ببن ظهرانينا.
الأبالسة الذين يقبعون خلف كواليس "ام هارون" و"مخرج ٧"، لو علموا بأنهم سيوحدون الجماهير العربية المناوئة لكيان الاحتلال وخدمه من العرب العاربة ضدهم، ويعيدوا تسليط الضوء على القضية الفلسطينية بدلاً من محاولة اختراق وعي الشعوب التي توحدت تحت الراية الفلسطينية، لما أقدموا على فعلتهم الخبيثة أساساً.
من الجلي تماماً، أن المسلسلان المذكوران، وما رافقهما من تصريحات لا ترقى لمستوى القمامة، نضحت من أفواه إعلاميين مرتزقة من أبناء جلدتنا، ضد فلسطين المحتلة وشعبها، تزلفاً وخدمة لسادتهم وسدنتهم في الكيان الصهيوني، يوطئان لمحاولة تدشين مرحلة من التطبيع الإجتماعي مع الكيان الصهيوني، عبر بوابة التطبيع الفني والثقافي، بعد إرساء التطبيع السياسي والإقتصادي الذي أصبح يتنافس عليه "ابناء العم" جهاراً نهاراً.
فداحة الجريمة المتعمدة مع سبق الإصرار من المسلسلين، تتعدى مفهوم التطبيع التقليدي السافر السافل، لتصل حد الجريمة التاريخية بحق القضية الفلسطينية. فحين يعتبر مسلسل أم هارون أن الكيان الصهيوني قد أقيم على "أرض اسرائيلية" وليست فلسطينية، يصنف مسلسل "مخرج ٧" الفلسطينيبن بأنهم العدو.. وليس الصهاينة!
في وقت قريب سابق، كان الضمير العربي، يصنف هذه المواقف الإجرامية بالعمالة والخيانة العظمى، ويعاقب عليها القانون بالإعدام أو السجن المؤبد، لتصبح في ضمير بعض أبناء الصحراء الذبن باعوا سيوفهم، ورهنوا خيولهم، وارتموا تحت الحذاء الصهيوني، فناً وثقافة وإنسانية!
ندرك دون ذرة شك واحدة، ان هذه السموم الدرامية الموجهة، مخابراتية صرفة، تمويلاً وتوجيهاً وانتاجاً، فما كان لممثل ولا مخرج، أن يفكر بالخوض في سفالتها، دون ضوء أخضر من سادتهم الذين يتلقون بدورهم تعليماتهم من سادتهم في تل أبيب.
وندرك أيضاً حجم اللهاث لدى بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، والإرتماء في إحضانه، وحالة السعار والإنبطاح لديها، لكننا اليوم أمام سلوك عدائي فاضح من الخيانات العلنية، التي تواصل الطعنة تلو الطعنة في الخاصرة الفلسطينية، بل في خاصرة الشعوب العربية والإسلامية بأسرها.
المسلسلان المنحطان، لا يمثلان بطبيعة الحال من قريب أو بعيد مواقف الأشقاء السعوديين والكويتيين الغيورين العروبيين الأصالى.. وما نشاهده من مواقف فردية ناشزة موجهة باساءات مباشرة للقضية الفلسطينية من قبل البعض، يروجها الذباب الإلكتروني على منصات التواصل، إنما هدفها بث الفتنة، والإيقاع بين الإخوة، والإيغال في الفرقة، ولا تمثل ٱلا سفالة مطلقيها وانحطاطهم، وهم المنبوذون حتى في مجتمعاتهم.
فصل القول: فلسطين لم تكن يوماً إلا قضية الأحرار والشرفاء وحدهم، وما كنا نتوقع من اللقطاء والعملاء أن تصبح قضيتهم، وبقاء فلسطين محتلة، انما يخدم الخيانات والكيانات العربية التي تعلم يقيناً أن مصير أعناقها غداً، تحت أقدام الشعوب الغاضبة!