الصيف المتجمد في زمن الكورونا
بقلم: المحامي باسم سعد بني نصر - اعرف بان هذا العنوان الغريب للبعض والذي يتناقض والوصف الطبيعي لأحد فصول السنه الأكثر دفئا والأعلى حرارة إلا أنني لا زلت مصرا على عنوان مقالتي هذه ولمن يقرأ بالتأكيد لن تنصرف مقالتي في مضمونها إلى المعنى الحرفي لعنوانها وإن تزامن نشرها مع أيام بأجواء استثنائية مع شيء من البرودة، الا ان مضمون مقالتي هو واقع لصيف الكورونا وهو عنوان حقيقي وسلوكي لصيف هذا العام الكوروني لأبل المتكرون.
يا لهذا التجمد الشديد في هذا الصيف الفريد ،،،
للمرة الاولى من وجودي على هذه الدنيا ارى صيفا متجمدا ولا رمضان اكثر تجمدا مما هو في عام الكورونا ...
لم يكن يوما في مخيلتي ولا حتى بأحلامي أتصور ان اكون في رمضان صيفي متجمد ...
حين يأتي الغروب في رمضان هذا العام وننتهي من تناول إفطارنا ويذهب الضمأ وتبتل العروق ونفرح بفطرنا اتسلل وكما كل رمضان صيفي إلى شرفات بيتنا وحديقته لإستنشاق الهواء من جديد ورؤية الحي بنظرة أخرى بعد الإفطار ولاستمع لأصوات واحاديث البعض من أهالي الحي التي تنتشر على شرفات البيوت وفي حدائقها ولأصوات الأطفال الصغار التي بدأت تتعالى في شوارع حيينا .. واستمع ايضا لأصوات لابل سيمفونية مقارعة الصحون والأكواب لاكتشف ان البعض من أهالي الحي كانوا قد اجتمعوا لتناول الإفطار بالهواء الطلق في حديقة البيت وأحدق اكثر لاتيقن ان عند احد جيراننا هناك دعوة لعزومة رمضانية لديهم لتناول طعام الإفطار وكدت اعرف انها على انسبائهم ...
ولكني عندما خرجت كعادتي على الشرفة في هذا الشهر الفضيل لم ارى الا حالة تجمد لأبل انجماد في طقوس رمضان بهذا الحي في زمن الكورونا ...
عندها ايقنت بأنه لابد لي من لبس معطفي الشتوي ولابد من اخذ الحيطة والحذر عند سياقة السيارة خوفا من الانزلاق .
اثبتت لي يا كورونا وتيقنت بان حالة التجمد لا تولدها درجات الحرارة المنخفضة جدا التي دون الصفر بل تتولد منك انت يا كورونا انت الذي لا ترى بالعين المجردة وفي هذا الرمضان الصيفي الحار ...
ولكن ايقنت ان التجمد الحقيقي هو تجمد النفوس التي لم تعد سعيدة بالخروج إلى الشرفات على الرغم من درجات الحرارة العالية ولا زالت تعيش في امتداد سباتها الشتوي من عام الكورونا ،
انقشع الان يا عام الكورونا وانقشع أيها الصيف المتجمد المزيف ولينكشف من ورائك صيف "٢٠٢٠" الحقيقي الحار الذي طالما انتظرناه ،،،
أما انتم أيها المتجمدون دعونا ننتظر الشتاء اللاهب في العام القادم لنفيق من سباتنا الصيفي...
"وسنرجع يوما إلى حيينا"