هاشمية الاردنيين


أنباء الوطن -

بقلم لورنس عواد

ردا على مقال  فؤاد البطاينة
هاشمية الاردنيين

عمق الشرخ بين الحاكم والمحكوم يتضح من خلال  عمق  الولاء والانتماء  الفطري  ومن خلال  الصعاب و المحن التي يمر بها الوطن ( أرض وشعب وقيادة ) وأظن ان عمق الشرخ بنظرك  نتيجة رؤيتك له من خلال عيون عطوانية  ومن يبصرون بها . ولن اتطرق للشرعية الفلسطينية  لنفس الاسباب التي منعتك وجنبتك  التطرق لها مع اني سأضيف لها انه شأن فلسطيني داخلي ونحن نقف خلف اي موقف تتبناه القيادة الفلسطينة  و الشعب الفلسطيني هم  وحدهم من يحددون قيادتهم  .     
 أما عن الشرعية في الأردن، فقد كانت العائلة الهاشمية من وجهة نظر الأردنيين الشرفاء   وأنا امتداد لجدي منذ اكثر من 7 قرون في البلقاء  هي ايضا امتداد واضح وصريح  وحق  ديني ودنيوي لآل البيت  ولعزتنا الأردنية  ولكرامتنا لم نسمح لإستمرار قيادة وحكم  لغير الهاشميين على هذه الأرض
 لهذا لم نهرول لبيعة لغير الهاشميين على مدار التاريخ .
لهذا إذا استرجعت التاريخ دون الرجوع الى المكتبة والمراجع العطوانية تجد أن البلقاء مركز منذ فجر الاسلام  لبنى هاشم ولأل البيت  مقر ولم تكن يوما ممر ، ولكنني أتحداك أن تتطرق لأي موقف  لقطر عربي بشكل صريح  خاصة للأقطار التي تتبنى  صحيفة رأي اليوم  أجنداتها الداخلية والخارجية  التي لا تربطها حدود مباشرة مع اسرائيل او فلسطين  فالصيد في أرض المحشر أثرى فهي الأرض الخصبة للشرفاء والجبناء على حد سواء .
 إن الهاشميون منذ التأسيس فالمؤسس والمعزز والباني لم يحيدوا عن طريق الحق، وطريق الحق واضح للأردنيين جميعا وهو الحفاظ على الاردن وثراه . ولم ننتكس سياسيا واقتصاديا إلا لدخول  الولاء المادي  في صفوف من خرجوا عن سربنا  وأغلبهم لأسباب شخصيه ولا يرتب بها  الوطن ومصلحة من قريب أو بعيد  وفي اتساع رقعة الحريات العامة والتعبير عن الراي وجد الكثير انتقاد الملك  أسهل طريقه  للشهرة والارتفاع من وجهة نظره التي تتبناه الصحف العطوانية ومثيلاتها ، ولا أدعي الكمال في مؤسسات الدولة  ولا أنكر وجود الفساد والفاسدين والمفسدين وأكبر دليل على ذلك ما نسمعه بين فترة وأخرى عن كشف ملفات الفساد وقد تطرق لها رئيس الوزراء الحالي الدكتور عمر الرزاز وتراجع عن تصريحة عندما قال إن محاربة الفساد تهدد الأمن القومي كان يقصد بها شريحه واسعة من السياسيين ورجال الأعمال والمتنفذين الذي شدوا قبضتهم على بعض مفاصل الدولة .
لا شك عندي  ان ما تراه  خداع للبصر  إن كان سياسيا أواقتصاديا أو اجتماعيا لهذا لا تعتمد على نظرك في تحليل الامور فقد تجافيك الحقيقة وتبتعد عن الواقع كما هو حالك اليوم ، فنحن لا نرى أنفسنا كما ترى نفسك فرد في قطيع إنما نرى انفسنا سياج وطن وحماته ورجاله ونرى أنفسنا ذئاب في قطيع ذئاب  ولا أجندة لنا ولسيدنا  غير الأجندة الأردنية التي لا تراها بعينيك  ولن يوصلك تطاولك يوما إلى منصب وإن كنت أتمنى أن يوصلك لكي تقف مع من سلطوا على أنفسهم الأضواء من خلال الإنتقاد لكي يثبتوا وجودهم وهم الفريسة السهلة للفاسدين ليكونوا عونا لهم في مقتبل الأيام .
 نحن الأردنيين سادة ولا نقبل على عرش ملكنا غير السادة فنحن ننظر لأنفسنا كسادة ولا نملك لمن ينظر لنفسه غير ذلك سوى الدعاء له بالهداية ونترفع عن الإنتقاد إذا خالطته الوقاحة ، فالهاشميون منذ التأسيس لديهم أجندة واضحة وجميع ما قاموا به ويقوموا به  وسيقومون به  نابع من هاشميتهم الأردنية  .شرعيتنا الأردنية الهاشمية منذ العقد الإجتماعي الأول ثابتة راسخة كرسوخ جبال الشراه وعجلون ، فالحكم لهم والبيعة  لهم بأعناقنا  كبيعة الشجرة لرسول الله  من صحابته لا يرتد عنها الا ضال وخروجه على ظهر جمل من الحجاز لا يختلف عن خروج سيدنا عمر لفتح القدس فقد خرج الآخر ، مع اني اتفق معك في تهاون  القصر في توصيل بعض ملفات الفساد لسيدنا و أظن كما يظن البعض أن هنالك تضليل للحقائق التي يطلع عليها . ولكننا  نختلف معه ولا نختلف عليه  وننظر له كما ينظر لنا شركاء في الارض وشركاء الحكم بطريقة او بأخرى .
وأما البوصلة التي يتغنى بها الجميع  كلنا نتبعها فهي تقودنا إلى عمان وضواحيها وهذا ما يزعج البعض لتدني فرص المكاسب في إتجاه هذه البوصلة ،  ومقالك خير دليل على الحقوق والحريات  ، ولو كان يعتقد الملك أن الثمن هو حماية مُلكه أو يعتقد الملك أو يُصدق بأن تصفية القضية الفلسطينية ضمانة له لاستدامة وحماية مُلكه في الأردن لما خاض تلك العزلة العربيه والعالمية ولما تحمل وحملنا هذا الحصار الإقتصادي العربي والعالمي أيضا نتيجة تغير بوصلة القيادة الفلسطينية  بين أنقرة وطهران والدوحة وغيرها من بعض العواصم  العربية والعالمية ، فما أصعب أن تشارك قضية أصحابها سماسره والكل يركض لبقاء الوضع على ما هو عليه خوفا من التغيير ولا شك عندي أننا   في مرحلة تقنين الضم في الضفة يرافقه صمت فلسطيني  محير من رام الله و غزة أيضا . وسيبقى سيدي شعبك الأردني العظيم  حامي مُلكك بعد الله بقناعته أن ما تراه للمستقبل هو خير للأردن و الأردنيين مهما علت تلك الأصوات، فالله  وحده وبإذنه، القادر على تركيع الظالمين  ففي عصرنا للباطل جولات وللحق وانت أهله جوله تكفي للقضاء على الباطل وأهله بعون الله .
تاريخ الأردن منذ الإمارة ليس بطول وكلنا يعلم أدق تفاصيله المكتوبة والغير مكتوبة حفاظا على مشاعر الآخرين  ، ولم يسجل  على الأردنيين و  الهاشميين  خيانات  فقد ترفعوا عنها وتركوها لأهلها  فالأمير عبدالله الأول  على عتبات القدس استشهد وبرصاص مدفوع الثمن مسبقا  كما هي صحيفة  راي اليوم مدفوعه مسبقا ، وإن كان التقارب الأردني الأمريكي  لا يختلف عن التقارب العربي ( الخليجي ) الأمريكي  الذي لم تتطرق له الصحيفة يوما .
وانا ايضا لا أملك إلا أن أتمسك بأمل التغيير الآمن وعن قريب بعون الله فنحن لانخاف الموت وبداوتنا و قسوة الصحراء وشح الأمطار علمنا الصبر  بطرق تختلف عن أهل القرى ( الفلاحين ) ، وإن وصل صبرنا  حدوده لا نكتفي بنزع لقمتنا من فم الطير فحسب بل بشواء الطير نفسه  على أغصان الشيح والبعيثران ، وارى أن الجميع  في الداخل والخارج يدرك ان الأردنيين صبورين إلا عند الاقتراب من الملك  يفقدون صبرهم  ويكشرون عن أنيابهم ويلبسون العباءة الهاشمية ويقاتلون لآن العرش عرشهم والملك ملكٌ لهم لا لغيرهم والأردن وطنهم سيقاتلون بشراسة لبقاء الاردنية الهاشمية  ونصرتها  وشراسة الأردنيين يشهد لها التاريخ  ، واخيرا حمى الله الأردن أرضا وشعبا وقيادة من كل سوء