تسييس كورونا
نسيم عنيزات
بعيدا عن الخوض بتفاصيل مصدر فيروس كورونا الذي يشغل العالم الآن بين نظريات واحتمالات طبيعته جرثوميا او طبيعيا بمعنى انه انتقل من الحيوان إلى الإنسان.
ومع انشغال العالم والخبراء في البحث عن علاج او لقاح فعال لجأت بعض الدول الى الاستفادة من الجائحة بتسييسها لتحقيق اهداف سياسية وتمرير قرارات ذات طابع معين يصعب تمريرها في الوضع الطبيعي.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية يستغل رئيسها رونالد ترامب الاستفادة من الوضع لتحقيق اهداف انتخابية والاستفادة منها من خلال اطلالته على الشعب الأمريكي يوميا في مؤتمر صحفي يعقد لخلية الأزمة كل يوم في حين لا تسنح هذه الفرصة لمنافسة جو بايدن في ظل إجراءات العزل والحظر الذي يخاطب جماهيره من خلال السوشال ميديا دون تفاصيل او تواصل جماهيري مباشر.
كما تستغل أمريكا هذا الوضع للسيطرة على العالم اقتصاديا من خلال صندوق وبنك النقد الدوليين باعتباره الشريك والممول الأكبر لهما في العالم والمسيطر على قرارته وسياساته كما تحاول الضغط على الصين تجاريا واقتصاديا.
في حين تستغل إسرائيل الظرف وانشغال العالم بجائحة كورونا للمضي في خططها الاستعمارية بضم أراض فلسطينية محتلة وتوسيع الاستيطان وضم منطقة غور الأردن .
في حين يوجه البعض اتهامات للحكومة الاردنية باستغلال هذه الحالة بظل قانون الدفاع لتحقيق اهداف وغايات حكومية تمنح الحكومة فرصة جديدة وأمل باطالة عمرها بعد أن تلاشت فكرة حل مجلس النواب واجراء انتخابات هذا العام في ظل هذه الظروف والحديث عن تعديل وزاري خامس لحسم الأمر .
كما تسعى الحكومة حسب الاتهامات إلى تمرير قرارات وتحقيق سياسات معينة يصعب تحقيقها او تمريرها في الأوقات الطبيعية في مجالات اقتصادية واجتماعية .
الا انه باعتقادنا فإن أي قرار مهما كان وقته او غايته اذا لم يكن شعبيا ويحقق تطلعات الناس لن يمر بسهولة أو انه لن يصمد طويلا في ظل الاحتقانات الشعبية والظروف المعيشية الصعبة التي تنتظرنا في قادم الأيام .