قصتي مع سعادة الشيخ صالح عبدالله كامل الإنسان قبل المليونير
الكاتب/بلال ابو زيد
كنت دائماً أعتقد أن أصحاب الأموال الضخمة والإستثمارات المتعددة يعيشون حياة تختلف كلياً عن حياتنا، فوقتهم فقط لجمع المال والمظاهر والحفالات التي هدفها بناء علاقات لتضخيم حجم ثرواتهم فقط، ولا يهتمون إلا بالقوة والسلطة، ولكن هذه النظرة تغيرت كلياً بعد أن أراد الله سبحانه وتعالى أن أكون واحداً من الذين يعملون عن قرب مع سعادة الشيخ صالح عبدالله كامل، رجل الأعمال السعودي الذي يعتبر من أوائل رجال الأعمال السعوديين الذين استثمروا في عدد من القطاعات كان أبرزها القطاع الاستثماري، حيث تعرف الدول العربية مجموعة «دلة البركة» بانتشار أعمالها والتي تنضوي تحتها مؤسسات وشركات معنية بالاستثمارات التنموية كان من أبرزها نشاطه في المصرفية الإسلامية"..
هذا الرجل تشرفت بالعمل معه لفترة قصيرة كمدير لمكتبه الخاص، وهذه قصتي مع الرجل الإنسان رحمه الله الوالد سعادة الشيخ صالح عبدالله كامل:
عندما كان لي شرف لقائه أول مره في منزله في المملكة العربية السعودية في جدة، كنت أرتعش خوفاً من الإسم قبل لقائه وكيف سيكون تعامله معي خاصةً لإعتقادي أنه سيكون رجل جامد لا يضحك لا يوجد لديه وقت ليضيعه ووقته فقط للعمل، ولكن وسبحان الله عندما دخل مكتبه الخاص وكنت في إنتظاره والخوف في داخلي ومرتبك، زال كل هذا الخوف والإرتباك عندما دخل مكتبه الخاص ونظر في إتجاهي وقال: كيفك يا ولدي، هذه الكلمة أزاحت كل الخوف والإرتباك الذي كنت أشعر به، ومباشرةً توجهت صوبه ودار حديث بسيط بيني وبينه، لكنه قام بقطع الكلام وقال: يا ولدي أنت اليوم ضيف عندي والعمل كثير ولا ينتهي، ولكن تجهز لكي تقوم بأداء عمرة الآن، وطلب ممن يعملون في مكتبه ترتيب كافة الإجراءات لكي أقوم بأداء مناسك العمره، وبفضل الله قمت بأداء العمره، وهنا تبدد الخوف والإرتباك، وشكرت الله أن وفقني لأقترب من رجل يحمل في داخله كل معاني الإنسانية وكل معاني الكرم وكل معاني الإخلاص لوطنه وأمته الإسلامية والعربية.
وبدأ مشاور المعرفة والخبرة مع سعادة الشيخ الفاضل رحمه الله صالح كامل، فتشرفت بالإقامة معه في كلا منزليه في المملكة العربية السعودية وفي جمهورية مصر العربية وسافرت معه وعلى متن طائرته الخاصه لكلاً من فرنسا وإيطاليا، وخلال هذه التجربة القصيرة كان الرجل حريص كل الحرص على معاملتنا كما يعامل أبنائه، وابتسامته لم تفارق وجهه رغم ضغوط العمل والحياة عليه، ولا يناديني إلا بكلمة (يا ولدي)، كم أنت عظيم وإنسان يا أبا عبدالله.
وأخلاقه الكريمة وتعامله الإنساني كان مجذر بكافة أبنائه، فأبنه الأكبر الشيخ عبدالله وشقيقه الشيخ محي الدين كانا من خير من عرفت في الخلق والكرم، وكانا يسيران على نهج ومسيرة والدهما في الإنسانية فضلاً عن أنهما من أنجح رجال الأعمال العرب والعالم.
حرص الشيخ صالح عبدالله كامل على إعمار الأرض ومساعدة البشرية من خلال الإنماء والتشغيل، فكان هناك هدف يشغله دائما ومحور حديثه: اقتصاد إسلامي لإعمار الأرض وتشغیل الناس، فهو عميد ومؤسس الصيرفة الاسلامية وأحد أبرز اعمدتها ومؤسسيها على المستويين الاقليمي والعالمي، فأقام إستثمارات في العديد من دول العالم والتي ساهمت في توفير آلاف فرص العمل للشباب، وكان حريص كل الحرص على أن تتسم كافة أعماله بالصبغة الإسلامية الهادفة لمرضات الله تعالى، ويقول: أننا مستخلفون في الأرض، فكان يسعى فقط لربح الأخرة ويقدمها على الربح الدنيوي، ويؤكد على قواعد إسلامية سيكون لها آثار إيجابية في محاربة كافة مشاكل الأمة العربية والإسلامية من خلال تطبيق الشرع الإسلامي والعودة إلى مفهوم الزكاة، بمنظور اقتصادي، حيث كان يؤكد على أنها أفضل خطة اقتصادیة في العالم، ولا یمكن لعقل بشر أن یضع مثلھا.
الشيخ صالح عبدالله كامل فقيدة على مستوى الوطن العربي والإسلامي، فهو صاحب فكر قل نظيره همه إعمار الأرض والمساھمة في خلق فرص العمل للناس، فساهم بالإستثمار في أكثر من 45 دولة عربية وإسلامية، أمن بأهمية العلم وتطويره كونه من أهم الأدوات في التطور والمعرفة ومواكبة التقدم الحاصل في العالم، فساهم بدعم وإنشاء العدید من المكتبات والنوافذ الإعلامیة، ومن أھمھا قناة «اقرأ» التي تواصل بثھا بأكثر من لغة، مستھدفة الوصول إلى معظم اللغات العالمیة، كان من أشد المحاربين للفساد والبيروقراطية، تمیز الشیخ صالح كامل في استشراف المستقبل، لذلك كان من أنجح رجال الأعمال في العالم العربي والدولي، فهو يمتلك أكثر من 300 شركة ومؤسسة ومصرف، فتحت باب الرزق لملایین البشر.
إنتقل الشيخ صالح عبدالله كامل لجوار ربه في العشر الأواخر من شهر رمضان، وهو دائم الإستغفار والصلاة والحريص على زيارة بيت الله الحرام والحجرة النبوية الشريفة، والحامل لفكر إستباقي إستشرافي في إعمار الأرض وتشغيل الناس والساعي إلى تحقيق هدف إنساني عظيم وفق وفق رؤیة إسلامیة معاصرة، .قادرة على النھوض بالعالم.