ليهود يصنعون اعداءهم !!!
العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين
في دراسة قيمة للواء الركن فلاح المعايطة قدمها اثناء دورة عسكرية عقدت في الصين، نجح في تشخيص احد اهم محاور الصراع العربي الاسرائيلي وأكد في دراسته ،ان لدى اليهود قناعة راسخة بان ضمان ديمومة دولة اسرائيل واستمرار تعاطف الغرب ودعمهم لها ،لا يكون الا بوجود عدو يهدد كيانهم ،ولو كان ذلك العدو مفتعلا، فايجاد اعداء لليهود يوفر لهم لوجستيات كبيره ،لذلك نراهم منذ عهد الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام ينقضون الميثاق ،وها هم يتنكرون لاتفاقيات وادي عربة واوسلو ،ولجميع قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي ،بل يصنعون الظروف دوما لتصعيد الموقف ،كضمان لاستمرار تدفق المساعدات ،واستقطاب يهود الشتات من مختلف الاعراق ،وهنالك سبب اخر يدعوهم لصناعة الاعداء ،فهم على ثقة بان صناعة الاعداء ستدفع بيهود الداخل والشتات للتكاتف والوقوف في وجه اي عدو تجسده لهم حكوماتهم المتطرفة، وسيحفز ذلك من تنمية العناصر المتشددة ،فيشتد عودها عقب كل تمادي في سلب حقوق الفلسطينين ،فهم يدركون ان التزامهم بالمواثيق سيكون سببا في بزوغ ربيع يهودي ثقيل، ينهي احلامهم الاستيطانية. لذلك ينبغي على العرب بعدما جربو كل الاساليب التي فرضت عليهم ،وقدمو كل التنازلات ان يقتنعوا بان الاستراتيجية الصهيونية العقائدية ،لا تريد السلام حتى لو وافق العرب على كافة متطلباتهم وقد تحقق المفاوض الفلسطيني من ذلك. وما يرسخ هذا هو عدم التزامهم باية اتفاقات سلام مبرمة مع العرب، لان تحقيق السلام كما ذكرنا سيسبب لهم اضطرابات داخلية نظرا لكثرة الاعراق والاطياف والالوان والعقائد داخل المجتمع اليهودي. واتمنى على العرب ان يغيرو من استراتيجياتهم السابقة، ويوقفو التدافع الحالي على التطبيع السري مع اليهود، ويسكتو ذلك الشذوذ الاعلامي الذي بدأ ينشط لصالح اليهود ضد القدس وفلسطين ، وان يتحللوا من الاتفاقات الموقعة معهم لان اي سلام سلبي لن يكون له اي قيمة حقيقية . وها هي مخرجات التطبيع قد كبدت العرب خسائر فادحة ،رافقها تمدد صهيوني استراتيجي مكن اليهود من الهيمنة العسكرية والاقتصادية على كثير من المنتجات الاستراتيجية، فهم لن يكتفوا بالقدس المحتلة ،ولا بضم الضفة والجولان والاغوار ولا بصفقة ترمب وانما لديهم اجندات تتلائم مع جميع المناخات السياسية بمساعدة غير مسبوقه من ترمب، الذي يبحث علنا عن ضحايا يكونوا جسرا جديدا يبقيه في البيت الابيض ،بعدما اثبتت الدراسات تراجع واضح في شعبيته. حمى الله امتنا العربية والإسلامية وعجل لهما بالنصر واسترداد القدس وفلسطين. ا