كرم طفولة
حمد عبد المجيد
في نظرة متفحصة لوجهه ، تجد طفولة متزنه ، ورجولة قادمه ، وانسانية متقدة ، وكرم حاتمي ناشأ...
طفل لم يتجاوز الثاني عشر من عمره ، وقلة ذات اليد ظاهرة عليه... فأقرانه لا زالوا يلعبون في الشوارع والحارات
وهو يبيع العلكه.
دنوت منه وسألته...
هل تذهب للمدرسه؟
أجاب بثقة... نعم
وكيف علاماتك... ممتازه.
وفي غفلة من والدة الطفل
اخذ مغلف علكه صغير واعطاه لذاك الطفل الذي كان متعلق بيد امه ، عندما احس ان الطفل يشتهي شيء من العلكه أعطاه بيده المتعبه ، وعاد وجلس مكانه ، دون أن ينتظر ثمن العلكه ، لا من الطفل ولا من آمه التي درهمته ثمنها في الحال
وعاد يكرر ويعلن بصوت مبحوح من تكرار الاعلان عن العلكة التي لدية وعيونه تسأل بصمت وتجوب المكان وزواياه هل من مجيب ؟؟ ... في تلك الاثناء والام تحاول فتح مغلف العلكة لطفلها ، سقطت حبات العلكة على الارض... فتنبه لذلك وقام من فوره وأعطى للطفل بدل العلكة التي سقطت أرضا وذلك بكل والدية وشهامة وكرم وشكله يؤكد انه لا ينتظر ثمنها.
وقد اعتملت في نفسي وانا اراقب سلوكيات هذا الطفل الرجل هذا الطفل الإنسان هذا الطفل الحاتمي أمور كثير وفرضيات واسئلة لم تجد جوابا ، فمن أين جاء كرم هذا الطفل هل هي تربية ام انها جينات حملها ، وتذكرت رواية صديقي عطا عثمان عن طفولة حاتم الطائي الذي كان يترك ثدي امه ليفسح مجال لطفل ترضعه امه عكس أخيه الذي كان يتشبث بالثدي ويرفض السماح لطفل اخر بالرضاعه... انها الجينات