ضم الضفة والاغوار …. والاثار المترتبة على الاردن وفلسطين …
بقلم ميلاد عواد
ان المخطط الاسرائيلي يتركز على قيام الدولة الواحدة دون اي اهتمام بما هو موجود حقيقة على الارض الفلسطينية ، فاجراءات الضم التي ينوي الاحتلال الاسرائيلي القيام بها تصل الى 30 % من مساحة الضفة الغربية ، وان استمر الاحتلال باجراءات لضم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة يكون بذلك يستهدف قتل فرص تحقيق السلام بين الاسرائيلين والفلسطينين ، مما سيدفع المنطقة نحو مزيد من الصراع وستجعل من خيار الدولة الواحدة حتميا .
في موازاة ذلك يستمر الاردن بنهجه على كل المستويات الى وقف هذا القرار اوحادي الجانب ، حيث سيدفع الاردن الى التراجع عن اتفاقيات السلام التي وقعتها مع اسرائيل في عام 1994 واعادة النظر في كل المعاهدات والاتفاقيات ومن ضمنها اتفاقية وادي عربة واتفاقية الغاز ، مما يهدد الى وقف العمل بها اذا استمر التعنت الاسرائيلي في قراره ، بالاضافة الى امكانية اتخاذ قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال وطرد السفير الاسرائيلي .
التعنت الاسرائيلي وعنجهيته وعدم احترامة لكل الاتفاقيات والعهود الموقعة مع الاردن وفلسطين ، سينقل الاردن الى المواجهه المباشرة مع دولة الاحتلال حيث انها لا تقيم وزنا لجميع المبادارات العربية ، والتي كانت في معظمها تصب في صالح تحقيق السلام بالمنطقة ، مما يتطلب من الاردن الدفاع عن حقوقه في غور الاردن والاستعداد المباشر على كافة المستويات ، والرفع من مستوى الاعداد الوطني لمواجهه المخاطر والاستنفار لكل القوى للدفاع عن مقومات الاردن .
ويدرك الاردن انه سيتعرض الى ضغوطات اقتصادية نتيجة لعدم موافقتة على قرار الضم ، بالرغم ان الاوضاع الاقتصادية بالاردن سيئة فانه سيدفع الثمن غاليا نتيجة على عدم موافقته على ذلك ، وتعلم القيادة الاردنية ان مجموعة الداعمين لدولة الاحتلال ستمارس الضغط على الاردن في كافة الامور السياسية والاقتصادية ، وسيكون ذلك عاملا مساعدا اضافيا في زيادة معاناة الاقتصاد الاردني والذي يعاني حاليا من عجز بالموازنة زيادة الفقر وانتشار البطالة بين المواطنين ، ومع ذلك ستستمر قيادتنا برفض قرار الضم ، متسلحه بوعي ومساندة الشعبين الاردني والفلسطيني لهذا القرار وتحت مقولة ( الجوع ولا المذلة) .
ان الاردن يملك ما يقارب 570 كم من الحدود المشتركة مع فلسطين ، وفي حالة الصدام مع الاحتلال ستكون الحدود ضعيفة ولا تستطيع السيطرة الكاملة على الحدود وبسط نفوذها .
ان سيناريو الضم ليس جديدا فهو يعود لسنوات طويلة ، ولكنه يتجدد باستمرار كلما اشتد التطرف الصهيوني ، وكلما شعر بنيامين نتنياهو بالضيق الانتخابي مما يجعله يلوح بقرار الضم لكسب حكومة يمينية جديدة وحتى يبتعد عن المطالبه اذا تبين ان هنالك قضايا فساد تمس القيادات العليا .
ولمواجهة المخططات الصهيونية يجب اعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال اعادة وصياغة وتشكيل مؤسساتها المتمثلة في المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية ، على أسس ديمقراطية تضم الكل الفلسطينين واجراء انتخابات حرة وشفافة ونزيهه لقيادة مؤسساته وضخ دماء شابة جديدة للمرحلة القادمة .
اسرائيل لديها دوافع في السيطرة على الاغوار تتلخص :
من الناحية الامنية : تشكل منطقة الاغوار سدا منيعا امام اي هجوم من جهة الاردن ، وهذه حجة صهيونية بالية ، فطبيعة الحروب تغيرت حيث اصبح بامكان الهجمات الصاروخية ان تصل الى داخل الاراضي الاسرائيلية وتلحق بها الضرر .
بالاضافة الى خوف الاحتلال على مستقبل المستوطنات داخل الضفة ، مما جعلها تتعنت لمنع اقامة اي حكم ذاتي فلسطيني فيها ، لان منطقة الاغوار تتمتع بموقع استراتيجي وتشكل امتدادا طبيعيا لتوسع مدينة القدس المحاذية لها .
من الناحية الاقتصادية : ان منطقة الاغوار تحتوي على الموارد الطبيعية ، حيث تتميز باراضيها الزراعية الخصبة وبمناخها الدافىء شتاءا والحار صيفا ، وايضا تمثل المحميات الطبيعية 27 % من منطقة الاغوار ، وهذه المحميات يمنع الاحتلال الفلسطينين من استخدامها او البناء فيها ، بالاضافة الى توفر المياة بوفرة حيث هنالك العديد من ينابيع المياه في الصفوح الجبلية ، حيث يوجد 133 بئرا جوفيا يستخرج منه ما يقارب 16 مليون متر مكعب ، وهذا يعني ان الاغوار تربض على بحيرة من المياة تشكل ما يقارب ثلث احتياطي المياة الجوفية في الضفة الغربية .
وسسيقى الشعبين الاردني والفلسطيني سدا منيعا امام الاحتلال الصهيوني ضد قرار الضم ، متسلاحا بايمانه بالقيادة الهاشمية التي لم تخذله يوما ، وسيبقى مساندا لقيادتة .
وستبقى فلسطين عصية على الصهيونية مهما حاولوا من طمس معالمها ، فايمان الفلسطينين بقضيتهم يزيدهم تمسكا بها .
وسيبقى شعارهم ( الجوع ولا المذلة )
#ميلاد_عواد