كيف نوازن بين العقل والقلب في مسيرة حياتنا


أنباء الوطن -

.د ايمان الشمايلة الصرايرة

لعلنا نعيش في زمن تتداخل فيه الأفكار العاطفية والعقلية بأنفسنا حتى كأننا نضيع بين الخطأ والصواب ونقع في فجوات متباينه لا نعلم كيف نحكم عليها، لعلنا نريد أن نعرف المسلك الصحيح في حياتنا، وهل سيحكم العقل القلب؟ أم سيحكم القلب العقل؟ في الحياة نجد الكثير من الكتب والحكم والمقالات والعبارات التي ترشدنا لكنها متناقضة فيما بينها كثيراً ، منها ما ينتصر للقلب ومنها ما ينتصر للعقل، والغريب أن كل صاحب تجربة لا يعتبر تجربته شخصية بل يعممها على الجميع وكأنها مسلمات يجب الأخذ بها.
سأدلك أيها القارئ على طريق مختصر وجميل وهو عدم اتباع العقل وعدم اتباع القلب، بل انظر الى زاوية المنطق في كل موضوع تعيشه سواء أكان مادي، أسري، اجتماعي، اقتصادي، سياسي، أو عاطفي، لعلنا نضيع في مواقف كثيرة لعدم رجوعنا الى المنطق الذي يشكل ميزان حياتنا، ولعل الكثير يرشدونا بأفكار ليس لها أي أساس من الصحة، ولعلنا نجد صعوبة في وجود الأشخاص المناسبين في حياتنا والذين نريد منهم النصح والارشاد فنحن لسنا في زمن الفلاسفة الحقة ولا زمن الحكماء، بل زمن التخبط الفكري وتداخل التجارب الشخصية التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي وجعلت منها مسلمات ومبادئ يجب الأخذ بها، وأصبحنا في زمن نأخذ الحديث على أنه صحيح مع أنه لم يرد على لسان أي نبي، ارجع الى المنطق أيها القارئ وابحث عنه قبل اتخاذ أي قرار ( فالحق أحق أن يتبع) حتى لو كان ذلك المنطق سوف يؤذي مشاعرك، أو يزعج تفكيرك ففي التجارب المتكرره سوف يصبح جزء من حياتك وميزان التفكير لديك، لا تصدق كل ما تسمع وحتى النصيحة فكر بها بعمق فلعلها سهم مسموم تم ارساله اليك ولعله السم الذي تم تغليفه بالشوكولاه حتى يظهر بمظهر جميل، تذكر دائماً أننا ضيعنا الكثير من أعمارنا ولحظات كادت أن توصلنا ونحن واقفون أمام مفترق  من الطرق، فدع العقل بصلابته والقلب بعاطفته، واطرق باب المنطق وادخل في بيته وتجول وفتش في خزائنه فسوف تجد ما يناسبك لترتديه لتظهر بمظهر المتوازن في حياتك.

 

 

 

  • د. ايمان الشمايلة الصرايرة
  • د. ايمان الشمايلة الصرايرة