نضال ابوزيد: جس نبض الشارع الاردني وأسماء تحت مجهر استمزاج الرأي وتلميعات بنكهة الكورونا
01/01/1970 - 2:33 am - نضال ابوزيد
أنباء الوطن - نضال ابوزيد
تطالعنا يوميا التسريبات باسماء وشخصيات يتم طرحها لتولي مواقع قيادية ومناصب في الحالة التوزيرية الإعلامية، التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، حتى ان التداول بهذه الاسم تسلل إلى صفحات مواقع عربية، بقائمة تطول، ضمن بورصة يزداد فيها سعر التداول في الاسم ارتفاعا وانخفاضا بناء على مواقف الشخصية المطروحة بحالة تشبه استمزاج الاراء الشعبية، وبعيدا عن النميمة السياسية وتجنب الولوج في تداول الأسماء المتداولة، تغلق بورصة التداول الشعبي على معظم الأسماء، بانخفاض ملموس.
بالمقابل، ثمة حالة غريبة تسير بالتوازي مع بورصة الأسماء المتداولة، تتمثل بحالة التلميع التي بدأت تظهر على الساحة مؤخرا، لدرجة ان هذه الحالة طغت وتجبرت على تتبع اخبار ازمة فايروس كورونا، حيث بات الشارع الذي كان يترقب ظهور الثنائي العضايلة وجابر على منصة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، ينأى بنفسه عن متابعة حالات الإصابة اليومية مقابل تلقيط الأسماء التي يتم تداولها لتولي الحقائب الوزارية في التغيير الوزاري المرتقب.
فيما ظهر مؤخرا مقطع فيديو للأستاذ الدكتور خالد الكركي، تم تداوله بسرعة صاروخية على مواقع التواصل الاجتماعي، تكلم فيه الكركي كعادته بعفويه يستحبها الشارع وهو يعرج على ابوتمام والمتنبي واردف بكثير عزة، فيما الملفت في المقطع المتداول انه مشغول بطريق احترافيه، حيث أن كلام الكركي في الواقع كان مجتزء من محاضرة له مدتها 1:01:35، أقيمت عام 2017 عنوانها حمل الشطر الأول من قصيدة المتنبي ” حَتّامَ نحنُ نُساري النّجمَ في الظُّلَمِ” قدمه بها الدكتور عمر الرزاز حين كان وزير للتربية والتعليم آنذاك، اجتزء منها 5 دقائق صيغت بطريقة جيدة عكست البعد الوطني الذي تكلم عنه الاستاذ الدكتور الكركي، بطريقة استحبها الشارع، ليبرز السؤال هنا، لماذا الان؟ بعد ثلاث سنوات ونيف وما المغزى من تداول حبكة الكركي؟ في هذا التوقيت الكوروني المتأزم بحالتي التداول في أسماء التوزير والتداوي من ارتدادات اقتصاديه.
سبق فيديو الكركي هدوء تويتري غريب لرئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي خلال شهر حزيران والذي كان نشطا بطريقة لفتت الانتباه خلال الأشهر الماضية، حيث لم يرصد له خلال حزيران سوى 4 تغريدات تويترية اثنتان كانتا تتعلق بتهنئة بالمناسبات الوطنية وواحده يتيمة غرد بها الرفاعي، تتعلق بالشان الاقتصادي قال خلالها الرفاعي متشائما ( هنا اقتبس) ” لابد من إجراءات اقتصادية سريعة نرجو أن تجنبنا مضاعفات غير محمودة لا سمح الله” لافت في كل طرح له عن انه يمتلك افكار خارج الصندوق للوضع القادم، والأخرى كانت تتعلق بالشأن الإقليمي، ليبرز السؤال هل هدوء الرفاعي ممنهج؟ ام انها مرحلة استثمار الفرصة على حساب زخم الظهور.
فيما الاشد ظهورا وتعليقا وطرحا كان دولة فيصل الفايز الذي كثفت الأقلام التقاط عباراته وكثف العدسات التقاط حركاته من زواية متعدده لتبرز انه يتمتع بصحة جيدة، تماشى في العديد من تعليقاته وإجاباته من وجهات نظر البانكرز، والتقى في العديد من وجهات نظره مع رأي رئيس “همة وطن” ورئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي، مقابل خروج يتيم لدولة فايز الطراونه الذي بدأ متعبا و صرح علنا انه كان يعاني من سرطان الدم، توقيت ظهور شخصيتان من العيار الثقيل يبرز سؤال بين صحة الفايز ومرض الطراونه هل يمكن استمرار زخم التداول في أسماء بوزن الشخصيتان ام ان تزامن الخروج كان بمحض الصدفة؟
وتطول قائمة الأسماء المتداولة لقيادة بيئة التغيير القادمة، بين خروج بداعي التلميع وخروج بداعي جس النبض، ثمة شخصيات باوزان ثقيلة ظهرت واخرى لم تعطى فرصة الظهور او بشكل أدق لم تلمع إعلاميا بشكل يوحي بأنها دخلت مطبخ القرار لوضعها تحت مجهر جس النبض واستمزاج رأي الشارع والصالونات السياسية بها، أو أن المسألة لا تتعدى كونها مجرد شغب نخبوي اعقب الحالة الكورونية من باب الاستثمار السياسي وخلق الفرصة، حيث تسريبات هنا وهناك لإعادة إنتاج صورة الحكومة لإضعافها، في وقت قادت فيه دفة الازمة بنجاح نحو بر الأمان لتواجه عاصفة او عواصف اقتصادية، في ظل ضبابية الصورة وتشابك مشهد التداول والتلميع، اختم بما عرج عليه الدكتور خالد الكركي مقتبسا من عبدالحميد الرفاعي حين قال ” اعرني طرف زرقاء اليمامه لابصر ما وراء تلك الغمامه”.