هل تغير الزمان؟ أم تغيرت توجُهاتنا؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
*زمن غريب،فعلًا غريب، لماذا؟
منذ سنوات عديدة ونحن نستطيع أن نُخطط ونُرتب ونُركز بكل ما نريد، كنا نستطيع أن نحقق المزيد في الوقت المحدد وبدقة متناهية، كنا نلاحق الزمان، ونستمتع بثوانيه ودقائقه وساعاته، كنا نضع الخيارات، ونملك زمام القرارات.
كنا نُسوف ونتحكم بذلك التسويف.
حتى جاء الوقت الغريب، الذي أخذنا معه في مدار سريع وجولة عجيبة لم نشهد لها مثيلًا، أخبار سريعة ومفاجآت كبيرة، وساعات لا نستطيع ضبطها، ليلنا نهار، ونهارنا ليل ننام على قرار، ونصبح على تطبيق آخر لذلك القرار، نخطط ونقرر ونحدد، وخلال دقائق تتلاشى كل إرادتنا، ما الذي يحصل؟ وإلى متى؟ وكيف علينا أن نتصرف؟ هل نتأقلم؟ أم نحاول؟ أم ننتظر فقط ما هو قادم؟
ولكن الأهم، لماذا هذا التغير الذي وصلنا إليه؟
هل هو تغير الزمان؟ أم تغير الإرادة داخل الإنسان ؟ هل تغير الطاقة الداخلية لدينا غير موازين الوقت؟
هنا يجب أن نقف ونتأمل حتى يعرف كل واحد منا ما هو دوره في هذا التحول العجيب، علينا بأخذ الحكمة والعبرة، وألا ندعها تمرّ مرّ الكرام، فهي إشارات للبشر لتغير النوايا الداخلية، فلنبدأ بتغيير دواخلنا وقتها سنجد أن الزمان يستعيد أنفاسه الطبيعية التي تحولت بوقتنا إلى شهقات مقلقة.
قف على مفترق الطرق بحياتك واتخذ قرارك لترى صفحة جديدة في حياتك.
ولا تنسَ أن بداية الجملة تبدأ بكتابة حرف.