قيم ومعاصي كنا ضحيتها:
سهله المدني
غريب إن القيم أصبحت تجعلك غريب عن من حولك وكأنك ارتكبت ذنب كبير لأنك تؤمن بها وهي قيم ومعاصي كنا ضحيتها ، ففي الماضي كان ماضي الفتاة والرجل يكتب لهم صورة غير كاملة في المجتمع، وكأنهم ذنوب تمشي وتتحرك في المجتمع، والآن المعاصي والماضي الأسود يكتب لك سمعة جميلة في المجتمع، وكأنك بطل يجب أن يكرم تكريم يناسب مقامك ، والفتاة التي تعترف للذي تحبه حب نقي إنه سبق لها تقبيل ومعاشرة رجل قبله بدون زواج يفخر بها ويشعر بأمان معها أكثر، وكأنها هي التي كان يبحث عنها ويسألها بلهفة، وكأنه بحديثه معها يشاهد فيلم إباحي ،و كل هذا يجعلك تدرك بأنك غريب أمام الجميع، وكأنك جاني لأن لديك قيم تؤمن بها وبذلك أصبحت وحيداََ لا أحد يبحث عنك، وكأنك بمثابة صورة لا ملامح فيها، وهكذا تكون وكأنك بلا معرفة في الجنس ولا شيء وكأنك جاهل في جوانب الحياة بأكملها، ليس مذنب من كان جسده وعقله يريده لشريك حياته وهذا لا يعني إنه بارد جنسي ولا يفهم شيء في العلاقة الجنسية، وهذا لا يعني ان روحه لا تفهم تفاصيل الحياة بأكملها، وعلاقات نهايتها نزوة ولعب لا تعني بأن لديك خبرة في هذا الجانب، ولا يعني الماضي الأسود للرجل بأنه يصنع منه رجل ذو قوة كبيرة، فالقوة لا تكمن في ماضي أسود فهذا لا يحدد قوتك ولا الذي ستصل إليه في المجتمع، فهذا رزق من الله سبحانه وتعالى وليس أكثر، وتصبح مصدر إزعاج لمن حولك، فيمكن أن يكون ذلك سببه إن القيم والمبادئ تجعل الحديث معك لا يحوي لذة جنسية، وأيضا جوانب الذي تجعلك تدخل بوابات تجعلك تخسر قيمك لا يمكن الحديث معك فيها وبذلك تصبح مصدر إزعاج لمن لا يؤمن بالذي تؤمن به، ويعتقدوا بأنك ستنهي وجودهم بقيمك ويشعروا بالغيرة منك لأنك مازلت صامد وقوي أمام كل الأبواب التي تقفل في وجهك، و لأنك تؤمن بأن باب الله لم يقفل في وجهك وبذلك تصبح أنت عدو لمن هم ليسوا مثلك فيما تؤمن به، ولكن الذي يجب أن يعلم به الجميع هو انه مهما اختلفنا في معتقداتنا وقيمك فالله سبحانه وتعالى بابه لم يقفله في وجه أحد والله غفور رحيم ويغفر لعباده مهما كانت الذنوب التي ارتكبوها ولا يغفر ان يشرك به وإذا لم تشرك بالله فمهما كانت معاصيك فبابه مفتوح لمن يريد التوبة، وليس هناك عداوة بين الذين يختلفوا في معتقداتهم سوا الذي باع قيمه أو الذي حافظ عليها، نحن بشر خلقنا من طين، وقلوبنا وأرواحنا لا يجب أن نخلق بينها عداوة ليس لها وجود من الأساس، والذي باع قيمه لا يجب أن ننظر له بنظرة قبيحة لأن الله غفور رحيم ونحن لسنا الله لكي نعاقبه ونحدد مصيره، والذي حافظ على قيمه لا يجب أن نجعله جاني ونتجنبه وندرك بأن من يؤمن بالله وفي قلبه خوف منه هو الذي يستحق ثقتنا فإذا احتجنا له فلن يخذلنا وسنجده في الوقت الذي نحتاج له فيه، ومهما كان نحن بشر ومهما كانت معتقداتنا وديننا نحتاج للحب والاحترام .