أجساد في القمر تبكي
:سهله المدني. تعدد زوجات هو في الإسلام ويحق للرجل إذا كان سيكون عادل بين زوجاته، وإذا لم يستطع العدل فلا يجوز له التعدد، ولكن مع ذلك إذا بحثنا في أعماق التعدد نجد الخسارة يمكن أن تصادف الرجل فيه سوا المادية والنفسية، ويمكن له أن لا يجد السعادة فيه لأنه من لا يمتلك الذكاء والحكمة وصفة الكرم فلن ينجح فيه وسينتهي بكره زوجته الأولى له وكره الثانية له لأنه هو بتصرفاته سيجرح كل واحدة منهم، و بذلك سيكون ضحية لافعال لم يدركها جيداََ، فالرجل عندما يخاطب زوجته الثانية في بداية مرحلة الخطوبة يجعلها تدرك اهتمامه بمشاعر زوجته الأولى وإنه لا يريد أن يخسرها بسببها، وعندما يذهب لزوجته الأولى يقول لها بأنه يريد أن يجد من تعطيه الحب وتهتم فيه وإنها هي تهمله كثيراََ وإنه آخر شيء تهتم به، وبذلك يكون خسر زوجته الأولى وخسر الثانية، وهو لا يدرك ذلك وبذلك يصبح بلا قيمة لديهم ويكون كل شيء يجده معهم بدون حب أو ثقة، لأنه جرح مشاعرهم دون أن يدرك ذلك لثقته بأنه لن يخسرهم، ولكن الشي الذي لا يدركه الرجل إنه بسهولة أن يخسر حب وثقة المرأة له، وهي ليس من السهل اهانتها واذلالها لأنها لا تقبل بذلك، وفي بداية دخوله لمرحلة التعدد يثق بنفسه ثقة كبيرة جداََ، وفي نهاية الأمر يجد نفسه يتزوج كثيراََ وفي نهاية الأمر لا يجد الحب أو الثقة والأمان، وكأنه يبحث في غابة خاوية ليس فيها ما يريده وبذلك يصبح وكأنه روح لا يشعر بها من حولها، ويصبح يخاطبهم وهم في عالم آخر لا يدركه هو، وفي نهاية الأمر يصبح بلا قيمة وكل شيء يفعله لا يكون له أي قيمة، وهذا يحدث لجهل الرجل بطبيعة التعامل مع المرأة ، وهو أن يتزوج الرجل 2 أو 4 أو أن يكتفي بزوجة فهذا شيء هو يختاره بنفسه، ولكن الذي لا يجب عليه فعله هو أن يجرح مشاعرهم، فزوجته الأولى أعطته حياتها واختارته وجعلته الكون الذي تعيش من أجله، والثانية أو الثالثة أو أي رقم لزوجة اختاره سوا أن يكون زوج لأربع نساء أو ثلاث نساء فهذا شيء يعود له، ولكن ليس من حقه أن يطرق بابهم وعندما يدخل يجرحهم ويحملهم ذنب غضب وكراهية زوجته الأولى له، فأنت الذي أخترت أن تتزوج عليها، وهم ليس ذنبهم سوا أنهم تنازلوا عن حقهم في أن يكونوا الزوجة الأولى، ومع ذلك عندما تذهب لزوجتك الأولى تحملها ذنب زواجك عليها وتجعلها تدرك إن هذا من حقك، ولك الحق بأن يكون هناك نساء غيرها في إنتظارك ،و بذلك يكون لديك انفصام فإما أن تكتفي بامرأة واحدة أو أن تعدد في الزوجات، ولكن بدون أن تجرح مشاعرهم فالرسول صلى الله عليه وسلم قال :رفقاََ بالقوارير،ومن يؤمن بالله يجب أن يطبق سنته فأنت تطبق التعدد ولا تطبق القواعد والاسس التي بني عليها التعدد، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: فإن لم تستطيعوا أن تعدلوا فواحدة، فإن لم تعدل فهذا سيحول حياتك إلى جحيم فالمراة عندما تكتم في داخلها الحقد لك، ستجعلك ترى النجوم في النهار وبذلك ستصبحوا أجساد في القمر تبكي.