تغيرت منظومة حياتنا .. أين كمامتك؟


أنباء الوطن -

 
د. ايمان الشمايلة الصرايرة

دخلنا في سنة تحمل في طياتها العجب العُجاب من المتغيرات، إخالك تسألني، وما هو العجب العُجاب؟ سوف أجيبك، هناك ما هو جديد في تحكمه بنفسك ومشاعرك وأسلوب حياتك، لم تعتد عليه سابقاً.انه الزمن الذي أصبحت تغسل يديك فيه من ثلاث الى أربع مرات بالمعقمات بعد السلام على أعز الناس لديك، بل أصبحت تتمنى أن تُقبل وتعانق أقربهم اليك، إنه الزمن الذي جعلك خائفاً من أي شخص من الممكن أن يقترب منك، إنه الزمن الذي جعلك تجلس بعيداً عن أُسرتك ساعات بعد مجالستك بعض الأشخاص، إنه الزمن الذي أصبحت تغسل حبة التفاح ثلاث مرات قبل أكلها، وتخلع ملابسك لترميها بعيداً فور وصولك الى المنزل منزعجاً منها خوفاً من أنها تحمل لك الوباء، بل أصبحت تحذر من مجالسة من تحب، وتترقب أن تتصل بك الجهات المعنية لتخبرك أنك دخلت عالم الوباء بعد زيارتك لإحدى المؤسسات لاكتشاف حالات وباء لديهم، والأصعب من ذلك عندما يطلب أحدهم منك فحص حرارتك ليتأكد منها قبل دخولك أحد المواقع ويبدأ قلبك بالنبض سريعاً وترتفع درجة حرارة جسمك ليس مرضاً بل تخوفاً من ارتفاع في حرارة جسمك، أصبح التسوق لديك هماً وليس متعة، أصبحت تنظر الى المقهى وتعود بك ذكريات جلوسك مع أصحابك داخله بالامس القريب، أصبحت تخاف من لمس الورد وشمه، والاصعب من ذلك نسينا أن نقرأ القرأن على الميت لان التساؤل هل الميت موبوء أم لا ؟ سيطر على كل مشاعرنا، فضاع الأجر في القراءة بترتيبات وبرتكولات العزاء الدقيقة، أصبحنا نخاف الاقتراب من المريض خوفاً من انتقال الوباء لنا، بل أصبح الناس يتجنبون المكالمات خوفاً من أن يدعوهم أحدهم لرؤيته فيُحرج من الرفض، أصبحت ساندويشة المنزل ألذ من أشهى طبق من الخارج، أصبح مسك النقود رُعباً بعد أن كان متعة، أصبح الهواء مهدداً بفقد ثقتنا بتنفسه، والباب مصدر قلق لفتحه، أصبحت العطسة شك كبير يُرعب الأسرة، بل أصبحت قائمة مشترياتنا الأساسية قبل الطعام هي الكمامات والقلفزات والمعقمات.وتسألني أين القلق، هذا ليس قلقاً، بل رعب دخل دون إذن الى حياتنا ليتمكن منا ويصبح جزءاً من حياتنا ويقلب الموازين. و أصبحت جملة ( أين كمامتك؟) هي العبارة المتداولة بين أفراد المجتمع بكافة مستوياته.

فهل يستمر هذا الرعب في مسيرة حياتنا.