إحدى شرفات الديوان الملكي
أحمد محمد عبد المجيد علي
*انها مدرسة لتعليم الادارة ، همس في اذني ضاحكا وقال هل نحن في كوكب اخر؟ استغربت سؤاله وقلت له ماذا تعني؟قال الم تلاحظ انك تجلس على مقعد مريح وانت في دائرة حكومية ،
الم تلاحظ ان الشكل العام للمكاتب منظم ونظيف ،
الم تلاحظ ان الموظفين يتعاملون معك بكل لطف ولين؟!..
ألم تلاحظ ان العدد من المراجعين كثير، وان هذا العدد الكثير لا يظهر عليه اي احتجاج ولا فوضى في التعامل ، والم تلاحظ ان البسمة والارتياح يعلو الوجوه (الموظفين والمراجعين)،
الم تلاحظ..... الم تلاحظ؟!وظل يردد هذه العبارة وانا اتفقد كل ما اشار اليه. وتذكرت اني دخلت هذه الدائرة منذ دقائق عندما اعلنت الآلة الناطقة عن وصول دوري وكان عدد الواقفين على الدور لا بأس به.
بعدها اصبحت اتنقل بين المكاتب كي انجز المعامله وتذكرت كلمة الرجل(هل نحن في كوكب اخر)وتذكرت معها ايضا المعاناه التي يعيشها المراجع في لكل دوائر الدوله والوقت الذي يستغرقه في انجاز معاملاته ، اضافة الى (سمة البدن) من سوء معاملة الموظفين له, فالموظف الذي لم يحلق دقنه ولم يعتني بهندامه بشكل يليق بالوظيفة التي يشغرها ، اضافة الى انك قد تكرر سؤالك اكثر من مرة حتى يرد عليك ذاك المسؤول او ذاك الموظف.بالفعل انا خارج اطار الاردن بل والوطن العربي فلا بيروقراطية ولا تأخير ولا مماطلة ، وهناك لطف بالتعامل وتميز بالتعامل، ومكاتب شكلها يدلل على ادارة واعية ومسؤولة وموظفين دُربوا على احلاقيات التعامل مع العملاء والمراجعين وحل مشاكلهم ومساعدتهم في الوصول لما يريدون باقصر وقت ودون معاناه.انني في دائرة تقديم العون الطبي او الإعفاء الطبي للذين ليس لديهم تأمين صحي ومقره بجوار الديوان الملكي وهو تابع له، فقد دخلت من الباب الرئيسي ووقفت بالطابور وكان امامي حوالي عشرين شخصا ومر الدور سريعا فلم اشعر بالثواني او الدقائق, فكل الموظفين والاطباء يخدمونك بشكل سريع وانيق ومريح وما هي الا دقائق حتى اخذت الاعفاء الطبي ، وتساءلت لماذا لا يكون هذا التعامل في كل مؤسساتنا ودوائرنا ولماذا لا يكون الشكل العام للمكاتب بهذا الترتيب وهذه النظافه والاناقة ، ولماذا تقتل البيروقراطيه في هذا الموقع وتنتعش في دوائر الحكومة الاخرى. فقط انها (لادارة والانتماء )التي تخلو من البيروقراطية وكل امراضها. فشكرا للمقيمين والمشرفين على هذا الموقع الحضاري بالتعامل المختلف والمميز*