روح بلا هوية
سهله المدني
التحول الجنسي او الاضطراب في الهوية الجنسية هناك أناس يعانوا هذه المعاناة التي لا يقبلها كل الأديان، وهي حالة يمكن لها أن تحدث للمرأة أو للرجل فيمكن للرجل أن يريد أن يكون امرأة ويكون كامل البنية التي تجعله رجل ولكن عقله الباطن وقلبه وأفكاره لا تؤيد أن يبقى رجل، ويمكن للمرأة أن تكون كاملة الأنوثة وكل من يراها يقول أنها امرأة كاملة الأنوثة ولكنها لا تقبل بوضعها ويكون عقلها الباطن وقلبها لا يؤمنون بأنها امرأة كاملة وليست بحاجة بأن تكون رجل، ويمكن أن يكون رجل أو امرأة ولكن لديهم تشوه خلقي وإذا وجد له العلاج ظهرت هويته الحقيقية، ويمكن أن يكون ليس لديه رغبة سوا الرجل أو المرأة لتحول الجنسي ولكنه يمارس حياته الجنسية كما يحنوا له وبسرية تامة، ولكن أيضا في داخله يريد أن يعلن عن ما يفعل ولكن خوفه من نظرة المجتمع له وخوفه أكبر يكون من خسارته لاسرته،والمعاناة تكون كبيرة جدا لأنك تريد أن تخلق شيء في داخلك، وهو يمكن أن يحدث ويمكن عكس ذلك، فأنت تعيش على أمل وحب شيء يرفضه الدين، و المؤلم ليس نظرة المجتمع، ولكن المؤلم هو نظرة الدين له، فالدين هو الذي تستقيم به الدول وهو الذي يحافظ عليها بقيمه التي يضعها، ليس محزن أن تحلم أو أن تحب، أو أن تسعي وراء شيء تجهل أين ستجده؟ ولكن المؤلم الأكثر أن تختار شيء سيكون موت بمثابة موت لذاتك وقيمك هذا الذي يقتل في الأعماق،و نظرتنا السلبية ستكون لسلوكه ولاختياره لشيء لم يخلقه له ربه، وبذلك وكأنك تعترض على ما قدره الله لك، وكأنك تعاتبه لأنه لم يخلقك بالهوية التي تريدها، وهذا محرم وصاحبه يوقع نفسه في النار، وأيضا بعدم الراحة النفسية، فالراحة النفسية بذكر وحب الله، قال تعالى :أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ، وقال تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ، وعنْ أَبي هُريْرةَ قَالَ: "لَعنَ رسُولُ اللَّه ﷺ الرَّجُلَ يلْبسُ لِبْسةَ المرْأةِ، والمرْأةَ تَلْبسُ لِبْسةَ الرَّجُلِ" رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ.، واللعن معناه هو الطرد من رحمة الله، وبذلك وكأنك تطرد نفسك من رحمة الله، ومن فقد رحمة الله، فقد فقد كل شيء جميل في الدنيا والآخرة، ليس عيب أو حرام إذا كان خلقك الله أنثى ولكن عيب خلقي أو تشوه أخفى ذلك، وعند ولادتك أعتقد الأطباء وأسرتك إنك أنثى وأنت عكس ذلك، وأنت رجل وفي هذه الحالة ستحتاج إلى عملية لعلاج المشكلة التي تعاني منها. وأيضا إذا حدث ذلك لمن اعتقدت أسرته أنه رجل وهو في الواقع أنثى، ويحتاج إلى عملية لعلاج هذه المشكلة ولكي يكون أنثى كما خلقه الله، الله لم يمنع البشر عن شيء سيكون بمثابة قفزة لهم في النجاح، ولكنه حرم ما سيجعل عباده يقعوا ضحية له وحذرهم منه، فالذين اعترضوا على ماقاله الله سبحانه وتعالى عاشوا حياة ضنكا، وسمعوا من المجتمع ما يقتل روحهم ويجعلهم يموتون قبل موعد موتهم، الذين لم يكونوا بحاجة للتحول الجنسي وأفكارهم وعقولهم هي التي جعلتهم يفعلون ماهم عليه الآن، تحولت حياتهم إلى جحيم سواء المسلم منهم أو المسيحي أو من أي ديانة أخرى، فنظرت المجتمع لم ترحمهم أبدا وكانت بمثابة السيف على عنقهم، ومعاناتهم كانت أكبر بكثير من ما هم كانوا يتخيلوا، وحتى الذين من الديانة المسيحية، عندما يكون فيهم أحد يريد التحول وهو ليس بحاجة لذلك يجعلونه يريد أن يشرب السم لكي لا يكون معهم، وأيضا في المسلمين، وفي كل الأديان اتفقت أن هذا محرم ، الحلم وحب الشيء يجعلهم يرون قرارهم أنه قرار بسيط، ولكن الواقع عكس ذلك تماما، وهناك منهم من أتخذ هذا القرار وعمل على تنفيذه، وهو يملك المال والقوة لتنفيذه، ولم يهتم بخسارته لأحد، وعاش حياته كما كان يريد، ولكن كلمات المجتمع ونظرتها له جعلته يتصنع السعادة وهو في داخله عكس ذلك وبدأ الحزن يتسلل إلى أعماقه ولم يسعد بما هو عليه، و منهم من أتخذ هذا القرار وهو لا يملك المال أو القوة لتنفيذه، وأيضا متعلق بأسرته ولا يريد أن يخسرهم، ويصبح لا منزل له ولا مصدر رزق أيضا له، لأنه يعتمد على أسرته وهي تخلت عنه ولا تريد أن تعرف عنه شيء، فبعضهم يموت من الجوع والحزن، وبعضهم يمارس الدعارة مع الذين يحبون هذا ويعيش بذلك من خلالها، ولكن مهما كانت الحياة التي يعيشونها فنظرة المجتمع لا ترحمهم، وهم ليس لديهم نص ديني يحميهم ويومن بوجودهم، وكل الأديان باختلافاتها لا تؤمن بوجودهم، ولا تعطيهم حقوق أيضا. مهما كان، فلا نهرب من الهوية التي خلقنا الله عليها، فالله وحده هو من يقرر هويتنا وليس نحن من نقررها.